حلب, الجمعة 19 يناير، 2024
يصادف هذا العام مرور 200 سنة على حُلم القديس يوحنا دون بوسكو، وهو في عمر الـ9 سنوات. حُلم شعر من خلاله بحضور الله في تاريخ العالم وفي حياة كلّ شخص، كما أسهم في تحديد أسلوب حياة دون بوسكو وتفكيره بالكامل.
استحق هذا الحلم أن يكون موضوع التوجيه الرسولي الأساسي لهذا العام، حاملًا عنوان: «الحُلم الذي يجعلك تحلم»، والموجّه إلى أبناء العائلة السالسيّة وبناتها أينما وجدوا، بقلم الرئيس العام للرهبنة السالسيّة الأب الكاردينال آنخل فيرنانديز أرتيمه.
ويشدد أرتيمه على ضرورة دراسة مذكّرات مركز الشباب السالسي (الأوراتوريو) وحلم السنوات التسع المدوَّنة بواسطة دون بوسكو نفسه، معتبرًا أنّ التعليق عليها ببعض الكليشيهات المبسّطة وتكرار الجمل من دون التعمق فيها يُعدّان مخاطرة كبيرة.
عناصر التوجيه الرسوليّ لهذا العام
عدم تقديم دون بوسكو كنموذج مثالي غير واقعي؛ فهو حقيقي وواقعي في الصعوبات التي واجهها عن طريق ثقته ورجائه بالربّ القائم من بين الأموات وبمريم أمّ المعونة.
يجب النظر إلى الحلم باعتباره نبوءة تحتاج إلى توضيح ورؤية في سياق اليوم؛ إنّه بلا شك مثال عن كيفية قبول كلمة الله بتواضع وثقة، من دون التسرع في محاولة تحقيق نتائج فورية.
بمرافقتنا دون بوسكو في تأمله حول الحلم، نشترك في تسليمه مشروعه وحياته إلى العناية الإلهية (أي في الوقت المناسب ستفهم كلّ شيء).
سيتعيّن علينا بلا شك «مواجهة الذئاب» الساعية إلى التهام القطيع؛ أي اللامبالاة، والنسبية الأخلاقية، والنزعة الاستهلاكية المُدمّرة لقيمة الأشياء والخبرات، والأيديولوجيات الزائفة… إلخ. «قلب يحوّل الذئاب إلى حملان».
يوجّهنا الحلم إلى اتخاذ وسيلة حقيقية للتعامل مع الشبيبة في عالم اليوم. إنّ النصيحة المذكورة في حلم دون بوسكو «ليس بالضرب» تجعلنا مسؤولين أكثر من أي وقت مضى عن التواصل مع الشبيبة بشكل فعّال، لأنّ العنف وخطاب الكراهية ينتشران في زمننا الحالي، وعلينا تأمين البديل.
تقديم السيدة التي ظهرت لدون بوسكو في الحلم كمعلمة وأمّ، إذ كانت تقول له وهي تمسك بيده ثلاث كلمات: «انظر» – وكم هو خطير عندما لا نكون قادرين على رؤية الشباب في واقعهم، كما هم بشكلهم الأكثر أصالة وجمالًا وفي ظروفهم الأكثر مأسويةً وألمًا – «تعلّم، اصبر».
يؤكد أرتيمه في نصّ التوجيه أنّ حلم دون بوسكو يجعلنا نحلم ونفكر في مَن نحن ولماذا نحن موجودون اليوم. كثيرون لا يدركون أنّ لدى الله حلمًا لكلّ واحد منّا، خطة مصممة بشكل خاصّ لنا من قبله. إنّ سرّ سعادتنا التي نرغب فيها بشدة هو على وجه التحديد الالتقاء والتوافق بين حلمين: حلمنا وحلم الله.
يختتم أرتيمه توجيهه بالإشارة إلى أنّ الله يتحدث بسُبُل عدة، ولهذا السبب يصبح من المهم تعلّم الاستماع إلى أنفسنا، والتعرّف إلى الإشارات أو «الأحلام» التي تكشف لنا ما هو بالفعل صوت الله وما هي اختياراتنا الشخصية الخاطئة. وهنا علينا «ألا نخاف» وأن نواجه الصعوبات المُحتملة بشجاعة وتواضع. وما سيساعدنا في ذلك هو أن نعهد أنفسنا إلى مرشدين حكيمين ملهمين بالإنجيل.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته