غزة, الجمعة 12 يناير، 2024
على الرغم من الحرب الدائرة في قطاع غزة، وشح المواد التموينية كالغذاء والماء والوقود والدواء، تحتفظ كنيسة العائلة المقدّسة للاتين-غزة بتقليد صناعة القربان المقدس بنفسها، ما يعطيها خصوصية بسبب مواجهتها هذه التحديات، وحفاظها على إيمانها وتضامنها مع أبناء شعبها.
وكنيسة العائلة المقدّسة هي كنيسة كاثوليكية تابعة للبطريركية اللاتينية في القدس. تقع في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وتضم نحو 500 عائلة مسيحية التجأت إليها بسبب الحرب الدائرة هناك. وقد أعرب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن القوة والإيمان الثابتين اللذين أظهرهما أبناء رعية غزة.
والقربان المقدس هو الخبز والخمر اللذان يتحولان إلى جسد السيد المسيح ودمه في سرّ «الافخارستيا» أو التناول. هذا السرّ هو أعظم أسرار الكنيسة المسيحية، لأنه يجعلنا نشارك في ذبيحة الفداء التي قدمها المسيح على الصليب، ويجعلنا نتّحد معه ومع بعضنا بمحبة وفرح.
الطقوس والمعاني
تتطلّب صناعة القربان المقدّس موادّ بسيطة، وهي الدقيق والماء النقيان والخميرة، وهذه المواد من الصعب تأمينها في غزة، لكنّ التعاون بين أبناء الرعية والكنيسة يسهّل العمليّة.
فالدقيق يرمز إلى القمح الذي يموت في الأرض ليحيا ويثمر، كما قال المسيح عن نفسه: «إنّ حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها. وإذا ماتت، أخرجت ثمرًا كثيرًا» (يوحنا 12: 24).
والماء يرمز إلى الحياة الروحية التي يعطيها المسيح لمن يؤمن به، كما قال للمرأة السامرية: «وأما الذي يشرب من الماء الذي أعطيه أنا إياه فلن يعطش أبدًا بل الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية» (يوحنا 4: 14).
والخميرة ترمز إلى الخطيئة التي حملها المسيح عنا، كما قال بولس: «وهو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة» (بطرس الأولى 2: 24). والخمر يرمز أيضًا إلى الدم الذي سال من جنب المسيح على الصليب، والذي هو عهد جديد في دمه، كما قال لتلاميذه: «فهذا هو دمي، دم العهد يراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا» (متى 26: 28).
هذه المواد تُخلط وتُعجن وتُشكّل بعناية ووقار، ويُقطّع العجين حسب الحجم المطلوب لتشكيل القربان، وكل حجم له ختم خاص به. فالقربانة الصغيرة التي تُستخدم للتناول لها ختم يختلف عن ختم القربان الكبير الذي يُستخدم للذبيحة الإلهية.
سرّ المناولة لثمانية أطفال
يذكر أنّ في يوم تذكار اعتماد السيد المسيح، أدار الأب يوسف أسعد، نائب كاهن الرعية اللاتينية في غزة، سرّ المناولة المقدسة الأولى لثمانية أطفال بعد الانتهاء من برنامج الإعداد والتعليم، على الرغم من الحرب.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، استمرت الأسرار المقدسة في كنيسة العائلة المقدسة. وقبل فترة، أعطي أيضًا طفل سرّ المعمودية.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته