بيروت, الأربعاء 10 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس غريغوريوس أسقف نيصص في 10 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو من عرف اختبارات شتّى، جعلته يتخلّى عن الأمور الدنيويّة ويكرّس ذاته بكلّيتها للمسيح.
ولِدَ غريغوريوس في مدينة نيصص-كبادوكيا في النصف الأوّل من القرن الرابع. نشأ وسط عائلة مسيحيّة تقيّة عُرفت بـ«أسرة القديسين». وهو الابن الرابع في عائلته، وشقيق كلٍّ من القديسين باسيليوس الكبير وماكرينا وبطرس السبسطي. اهتمّ غريغوريوس في مطلع شبابه بالأمور الدنيويّة، ومن ثمّ تزوّج، وتعلّق بالبلاغة والأدب والفلسفات المختلفة.
وقيل أنّ في أحد الأيام، أصَرَّتْ أمّه عليه كي يرافق العائلة إلى الكنيسة للمشاركة في تذكار الشهداء الأربعين، فنام في خلال الاحتفال، ورأى في حلمه بستانًا جميلًا رَغِبَ في دخوله لكنّ الشهداء الأربعين لم يسمحوا له بذلك. عندئذٍ استفاق من حلمه وهو يبكي، طالبًا السماح من ربّه والشهداء القديسين. وبعد ذلك الاختبار، تأثّر بخطاب أرسله إليه صديقه القديس غريغوريوس النزينزي، يحضّه فيه على ترك الاهتمامات الفلسفيّة وتكريس ذاته بكلّيتها للربّ يسوع، وقراءة الكتاب المقدّس.
حينئذٍ، قرّر غريغوريوس اعتناق الحياة الإكليريكيّة. رسمه شقيقه باسيليوس أسقفًا في العام 372. انكبّ على محاربة بِدع عصره عبر الكتابة لكنّ ذلك لم يعجب أصحاب البدعة الآريوسيّة، فخَلَعَهُ زعيمهم الملك فالنس عن كرسيّه ونفاه. وبعد وفاة الأخير، أُعيدَ غريغوريوس إلى منصبه. ولمّا مات شقيقه باسيليوس، عَملَ على إنجاز مهامّ أخيه الرهبانيّة واللاهوتيّة والكنسيّة. فذاع صيته، وأصبح خطيبًا مفوّهًا ولاهوتيًّا خبيرًا حاذقًا في قضايا العصر العقائديّة، وواعظًا مسموع الكلمة. كما اشتهر بكتاباته اللاهوتيّة وتفاسير الكتب المقدّسة. وأخيرًا انتقل لمعانقة فرح الحياة الأبديّة في العام 394.
لِنُصَلِّ مع هذا القديس في عيده، كي نتعلّم على مثاله كيف نتخلّى عن الأمور الدنيويّة، ونكرّس المساحة الأكبر من حياتنا للتأمّل في كلمة المسيح والعمل بها، فنستحقّ حينها بلوغ مجده الأبديّ.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته