مغطس الأردن يسجّل رقمًا قياسيًّا في عدد زوّاره ويتحضّر لاستقبال بيتسابالا

عمّان, الخميس 4 يناير، 2024

ترتبط المملكة الأردنية الهاشمية بشكل وثيق بنهر الأردن لدرجة أنّها استمدت اسمها منه. وهو نهر ذو أهمية قصوى في التاريخ المسيحي، إذ فيه تعمّد يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان فحلّ الظهور الإلهي.

ويصادف هذا العام اليوبيل الفضي لافتتاح «المغطس» في وادي الخرار بقرية بيت عنيا شرق نهر الأردن ولتولي الملك عبد الله الثاني عرش البلاد. وفي العام 2023، وعلى الرغم من حرب غزة، شهد المحجّ أعلى عدد من الزوار منذ تاريخ افتتاحه. فقد تخطى العدد 213 ألف شخص قدموا من 70 دولة، بحسب تصريح مدير عام هيئة موقع المغطس رستم مكجيان لوكالة الأنباء الأردنية بترا.

حجّ سنويّ وقدّاس لبيتسابالا

تستعد كنيسة معمودية السيد المسيح، الواقعة قرب «المغطس»، لاستقبال المؤمنين في الثاني عشر من الشهر الحالي للاحتفال الكاثوليكي بالحجّ السنوي من جميع أنحاء الأردن إلى الموقع. ويُعتقد، بحسب التقليد الكنسي، أنّ الموقع هو مكان معمودية يسوع.

ومن المتوقع أن يترأّس الاحتفال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بمشاركة السفير البابوي في الأردن المطران جوفانّي بييترو دال توزو وأساقفة ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في البلاد مع عدد من الكهنة. كما يشرف على خدمة القدّاس طلاب المعهد الإكليريكي في بيت جالا-فلسطين.

وأشار الناطق الرسمي للحجّ إلى المغطس الأب رفعت بدر إلى أنّ هذا الاحتفال يأتي امتدادًا لاحتفال عيد الميلاد المجيد، وبالتالي سيقتصر على إقامة الشعائر الدينية ولن يترافق مع معزوفات الكشافة أو أيّ مظاهر احتفالية أخرى، حدادًا على أرواح الضحايا في غزة وتضامنًا مع الشعب المتألّم هناك.

زيارات البابوات 

ما يميّز الاحتفال هذا العام أيضًا، أنه يأتي بعد عشر سنوات تقريبًا على زيارة البابا فرنسيس المغطس. لكنّ فرنسيس لم يكن الحبر الأعظم الأول الحاجّ إلى هذا المكان، بل سبقه كلّ من بنديكتوس السادس عشر (2009)، والقديس يوحنا بولس الثاني (2000)، أول من صلّى في موقع المغطس في التاريخ المعاصر بعد إعادة افتتاحه. كما وقف القديس بولس السادس عند نهر الأردن في العام 1964 ضمن رحلة حجه إلى الأراضي المقدسة.