الاثنين 9 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

هدنة ميلاديّة تخترق الحرب... ما علاقة البابا بنديكتوس الخامس عشر؟

تمثالان يجسّدان هدنة عيد الميلاد الشهيرة أمام كنيسة متضرّرة بسبب الحرب في ليفربول-المملكة المتّحدة/ مصدر الصورة: John B Hewitt/Shutterstock

في زحمة الحرب العالميّة الأولى، وقعت حادثة فريدة عُرفت باسم «هدنة عيد الميلاد»، إذ توقّف القتال بين الجنود على الجبهات احتفالًا بالعيد المجيد. حادثة ربّما سمع عنها كثيرون ووثّقتها السينما العالميّة، لكن يبقى تفصيل خفيّ يلازم اسم حبر أعظم.

في تلك الهدنة الميلاديّة الشهيرة، يبرز اسم البابا بنديكتوس الخامس عشر. فما الحكاية؟

كلّ شيء بدأ بترنيمة

عشيّة عيد الميلاد عام 1914، بادر الجنود الألمان بوضع الشموع حول خنادقهم وإنشاد ترانيم عيد الميلاد. ولمّا سمع الجنود البريطانيون نظراءهم الألمان يغنّون، ردّدوا الترانيم نفسها. فخيّم الصمت على مدافع المنطقة.

ثمّ ارتسم مشهد مذهل، إذ خرج الجنود الألمان والبريطانيون من خنادقهم وتوجّهوا نحو «أرض اللاأحد» من دون سلاح لتبادل الهدايا من طعام وشراب وحتّى القبعات والأزرار كتذكارات. كما سمحت الهدنة للطرفين باستعادة جثث قتلاهم وإقامة مراسم دفن مشتركة.

البابا يتوسّط ولكن!

في 7 ديسمبر/كانون الأوّل 1914، وجّه البابا بنديكتوس الخامس عشر نداءً إلى القوى المتحاربة للتوصّل إلى هدنة في عيد الميلاد، طالبًا «أن تصمت المدافع على الأقلّ في الليلة التي غنّت فيها الملائكة»، لإفساح المجال أمام مفاوضات السلام. قوبِل هذا النداء بتجاهل رسميّ، ولكن حدثت هدنات غير رسمية وعشوائية وغير معلَنة على أجزاء من الجبهة الغربية. هذه الهدنات تعكس روح الأمل والإنسانية التي سعى البابا بنديكتوس الخامس إلى ترويجها من خلال مبادراته ورسائله.

كما كان البابا بنديكتوس الخامس عشر قد وصف الحرب بـ«انتحار أوروبا المتحضّرة». وركّز على الجهود الإنسانية لتخفيف تأثيرات الحرب، مثل رعاية أسرى الحرب وتبادل الجنود الجرحى وإيصال الطعام إلى السكّان المحتاجين في أوروبا. هذه الجهود كانت جزءًا من نهجه الشامل لمعالجة الأزمات الإنسانية التي نجمت عن الحرب العالمية الأولى.

تمثّل هدنة عيد الميلاد مثالًا حيًّا لكيفية تغلّب الإنسانية على الانقسامات والصراعات. وفي ظلّ الحروب والمآسي التي تعيشها مناطق كثيرة راهنًا، يحتاج العالم اليوم إلى أكثر من هدنة ميلاديّة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته