حلب, الجمعة 29 ديسمبر، 2023
اعتادت النساء الحلبيّات التحضير لعيش زمن الميلاد وسط جوّ عائلي بامتياز، فيتسابقنَ لإعداد طاولة العشاء الميلادي على أكمل وجه. وتجتمع العائلة والأقارب من حولها ويتقاسمون لقمة محبة مع بعضهم بعضًا، شاكرين الإله المتجسد في مذوده الفقير على نعمه غير المحدودة. فكيف كانت مائدة هذا الميلاد؟ وما أبرز أطباق المطبخ الحلبيّ تحديدًا في هذا الزمن المبارك؟
تحمل الوجبات الرئيسة طابعًا دينيًّا. ولتفسير هذه الدلالات أجرت «آسي مينا» حديثًا مع الشيف شكري قيومجي، فأكّد أنّ المطبخ الحلبي في زمن الميلاد يشتهر بإعداد ديك الحبش المحشوّ على الطريقة الشرقية كوجبة ميلادية تقليدية.
وأردف: «يمكن الاستعاضة عنه بطبق آخر هو فخذ الخروف الذكر الذي يجري تحضيره بطريقة خاصة إذ يُنقع بالنبيذ. ويرمز الطبق للطهارة؛ فالمسيح هو الذبيحة الحقيقية، والذي بصلبه أنهى حاجتنا إلى تقديم الذبائح البشرية، بل قدّم ذاته ذبيحة إلهية عنّا».
وذكر قيومجي طبق ورق العنب (اليبرق) المحشوّ بالأرز واللحمة المفرومة. وترتبط دلالته بالعنب الذي يدخل في صناعة النبيذ المستخدم في الصلاة والقداديس رمزًا لدم الفادي المقدس.
وأضاف: «لن أنسى طبق الهريسة (الحنطة) مع اللحم، وهي وجبة تقليدية تحمل رمزية حبة الحنطة، أصل الطعام لدى البشرية جمعاء». وأشار قيومجي إلى غنى المائدة الميلادية باللحم، ومردّ ذلك إلى أنّها مسبوقة بأيام الصيام الميلادي.
أما عن الحلويات، فأكد قيومجي حلول قالب الحلوى على شكل جذع الشجرة (بوش دو نويل) على رأس قائمة الحلويات الميلادية بامتياز. وعن رمزيته، شرح أنّه يرمز للحياة؛ فالشجرة ترمز للمسيح.
وأكّد أيضًا ضرورة تناول العائلات الحلاوة السمسمية المحشوّة بالجوز والمكسرات والكرابيج (المعمول) مع الناطف (صلصة بيضاء محلّاة) ليكون عيدهم مجيدًا يحمل الخير والسلام للجميع ولتكون السنة الجديدة بيضاء.
وختم قيومجي كلامه بالإشارة إلى غنى المطبخ الحلبي، مؤكّدًا تأثره بالحضارات والثقافات المختلفة؛ فمدينة حلب كانت مركزًا لتجارة الحرير واستفادت من جميع زائريها عبر السنين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته