السبت 7 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ما الرابط بين شجرة الميلاد وإله الرعد ثور والقدّيس بونيفاس؟

شجرة الميلاد والقدّيس بونيفاس وإله الرعد ثور/ مصدر الصورة: Public domain and Di Studio/Shutterstock

ولد القديس بونيفاس في إنكلترا عام 680. دخل الرهبنة البندكتيّة قبل أن يرسله البابا للتبشير في ألمانيا. وتكلّلت جهود بونيفاس الدؤوبة بالنجاح، إذ تميّز بموهبته في التنظيم وإصراره الشديد على محتوى رسالته.

مواجهة إله الرعد

في فصل الشتاء، سمع بونيفاس عن قبيلة ألمانية في منطقة غيزمار تخطط للتضحية بطفل لإله الرعد ثور، تحت شجرة بلّوط اعتبروها مقدّسة. سعى حينها القديس إلى إنقاذ الطفل، لذا دمّر المذبح الوثني، معلنًا ثقته بالله مقابل ضربات مطرقة إله الرعد.

فقد جسد ثور، في الأساطير الاسكندنافية، الرعد والقوة وحماية البشرية. ووُصِفَ بضخامته ولحيته وعينيه اللّامعتين كالصاعقة. وظُهِّرَ على أنّه يحمل مطرقة سحرية تعود إليه كلّما ألقاها. فنال الإله الأسطوري احترام الفايكنغ والقبائل الجرمانية.

ولد المسيح المخلّص!

في عيد الميلاد، علّق بونيفاس هذه الطقوس الدموية. وتحدى الوثنيين وهو يمسك عصا الأسقف قائلًا: «هنا شجرة ثور، لكن انظروا إلى صليب المسيح! فلن يستطيع أيّ إله زائف أن يؤذيني!».

وعندما أمال كاهن وثني مطرقة حجرية يمينًا ويسارًا نحو الطفل لقتله، صدّ بونيفاس الضربة بعصاه الأسقفية. فتدمّرت مطرقة الوثني بأعجوبة ونجا الطفل. لذا أعلن بونيفاس: «في هذه الليلة المقدّسة، ولد المسيح المخلّص!».

بعدها، استولى بونيفاس على فأسٍ، وضرب شجرة البلّوط الضخمة ضربة قوية فانقطعت بقوّة ريح عجائبيّة. وكان الحشد يتوقّع عقابًا إلهيًّا بسبب تدمير بونيفاس ما هو مقدّس باعتقادهم. لكن لم تصل أيّ ضربة من إله الرعد، فعمّ المكان سكون عميق.

شجرة يسوع المسيح

بعدها، أشار القديس إلى شجرة تنوب صغيرة، وهي من الشجر دائم الخضرة، وطلب من الوثنيين أن يجعلوها شجرتهم المقدسة في تلك الليلة. فعلى حدّ تعبيره، هي ترمز إلى الحياة الخالدة لأنّها خضراء طوال السنة. وترتفع بأوراقها نحو السماء، لذا طلب أن تُدعى شجرة يسوع المسيح وسألهم أن يجتمعوا حولها سنويًّا في بيوتهم والاستعاضة عن طقوسهم الدموية بأعمال لطف. فخلّص الطفل يسوع بذلك الجمع من الخوف وأعاد النور إلى تلك الأرجاء. 

وهكذا نشر بونيفاس الشجاع نور الميلاد للأجيال. وانتشرت معها تقاليد تزيين شجرة دائمة الخضرة في عيد الميلاد بألمانيا. وأدرك الوثنيون قوة الإيمان المسيحي، معلنين الرجاء الأبدي بسلام المسيح.

تُرجِمَ هذا المقال عن «آسي برينسا»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإسبانية، ونُشِر هنا بتصرّف.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته