السبت 7 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

دانيال العموديّ... مُلبّي نداء المسيح إلى الحياة النسكيّة

أيقونة للقدّيس دانيال العمودي/ مصدر الصورة: بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار البار دانيال العمودي في 11 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو رجل النسك والصلاة والعبادة، وأحد أشهر القديسين «العموديّين»، بعد القديس سمعان العمودي.

ولِدَ دانيال في ميتارا الواقعة قرب مدينة سميساط، في تركيا الحالية، مطلع القرن الخامس. كانت أمّه عاقرًا، لكنّ الله استجاب لِصُراخ قلبها، وأنعم عليها وعلى زوجها بالطفل دانيال. وفي الثانية عشرة من عمره، دخل الدير، ملبّيًا نداء المسيح، فَزَهدَ بالدنيا وعاش النسك والتقشّف. 

ومن ثمّ رَغبَ من الصميم، برؤية القديس سمعان العمودي، فتمكّن من لقائه ونيل بركته. وحين مات رئيس الدير، أجمع الرهبان على انتخابه خَلفًا له، إلّا أنّ رغبته القويّة في الحياة النسكيّة جعلته يعتذر عن تولّي هذا المنصب. وبعدها ذهب إلى القديس سمعان العمودي كي يرشده. فانطلق وفق مشورة الأخير إلى القسطنطينيّة عاكفًا على الصلاة والتأمّل حتى ارتقى أسمى درجات الحياة الروحية.

أراد دانيال أن يتمثّل بأستاذه سمعان، إذ حصل على ثوبه بعد موته عام 459. فسار على خُطاه، وبنى له عمودًا قرب القسطنطينيّة، وصعد إليه. وكان لا يهاب برد الشتاء أو حرارة الصيف. ثمّ شفى باسم الربّ يسوع أشخاصًا لا يحصون من أمراضهم النفسيّة والجسديّة. كما تَتَلْمَذَ على يده كثيرون، وبنى لهم الملك لاوون ديرًا بجوار العمود. حصد دانيال محبّة الجميع، وبعدها رسمه البطريرك أجناديوس كاهنًا وفوّضه الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة على ذلك العمود.

ومن ثمّ نزل البار دانيال عن عموده، في العام 476، بطلب من البطريرك والأساقفة، وتوجّه إلى القسطنطينيّة بهدف الدفاع عن الإيمان القويم. فأسرع إليه الناس يطلبون بركته، وبعدها رجع إلى عموده. وقبل أن يرقد بسلام، احتفل بالذبيحة الإلهيّة ووزّع القربان المقدّس على المؤمنين، وبارك تلاميذه. وأخيرًا عانق فرح الحياة الأبديّة نحو العام 489.

فلتَكُنْ غايتنا الأسمى، في هذا الوجود، الارتفاع صوب الأعالي، على مثال البار دانيال فنحيا الصلاة والعبادة الحقّ. ولنرقد على مثاله بسلام عند ساعة موتنا في أحضان الآب السماويّ.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته