الخميس 12 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

كيف يستعدّ مسيحيّو سوريا لاستقبال ميلاد الطفل يسوع؟

لقطات من بازار عيد الميلاد في كنيسة سيّدة دمشق/ مصدر الصورة: كنيسة سيّدة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك، وسوريا

لعيد الميلاد  في سوريا هذا العام طابعٌ يشبه السنوات السابقة. وإن كانت الصعوبات والأوجاع ترخي بظلالها عليه، لا يخلو من الرجاء والأمل والإصرار على الحياة.

فقد طلب النائب الرسولي ورئيس طائفة اللاتين في سوريا المطران حنا جلوف في بيانٍ حصر احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة داخل الكنائس والأديار والرعايا، بسبب «الأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادنا بشكل عام وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني المعذّب، بخاصة في غزة».

كذلك أعلن بطاركة الكرسي الأنطاكي، الذين يتّخذون من دمشق مركزًا لإقامتهم وهم يوسف العبسي (للروم الملكيين الكاثوليك) ويوحنا العاشر (للروم الأرثوذكس) وأفرام الثاني (للسريان الأرثوذكس)، عن عدم تقبلهم المعايدات والتهاني «نظرًا إلى الظروف الراهنة خصوصًا في غزة»، مكتفين بالصلوات ومرسِلين البركة إلى جميع أبنائهم.

ويبدو أنّ الصخب ومظاهر البهجة المرتبطة بعيد الميلاد ستكون هذا العام أكثر محدوديةً من الأعوام السابقة نظرًا إلى الأحداث الإقليمية، والحالة المعيشية القاسية التي تعمّقت في الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة والارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار وبالتالي تراجع القدرة الشرائية للمواطن السوري إلى مستويات غير مسبوقة.

لقطات من بازار عيد الميلاد في كنيسة سيّدة دمشق. مصدر الصورة: كنيسة سيّدة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك، وسوريا

هذه الظروف برمّتها تركت غالبية مسيحيي سوريا بعيدين عن إخوتهم في معظم دول العالم لجهة الشعور بفرح العيد. وما فاقم الأثر عليهم هو هجرة عدد كبير منهم هربًا من الحرب وتبعاتها، فباتت البيوت فارغة تشتاق حجارتها إلى سكانها. كما اختفت زينة الميلاد من الشرفات، وخيّم الظلام على شوارع المدن لعدم توفُّر التيار الكهربائي أصلًا، إلا لأربع أو ست ساعات فقط في اليوم.

تلك المشهدية أصابت النفوس -وما زلت- بأوجاع مستدامة، تقابلها مقاومة وعدم استسلام للواقع بالارتكاز على أمور عدة، متمثلة في تعميق الطابع الروحي للعيد والتركيز على الصلاة والأعمال الخيرية فيه.

فكما في المواسم السابقة، لا يمكن أن تنتفي الاحتفالات تمامًا، منها على سبيل المثال لا الحصر، الريسيتالات حيث يُسمع صدى حناجر المرنّمين في كثير من المحافظات السورية وبخاصة في دمشق العاصمة وحلب مدينة الثقافة والفن في سوريا؛ ويُذكَر في هذا الإطار الحفل الذي ستحييه جوقة كنيسة الملاك ميخائيل للروم الكاثوليك (الحلبية) بقيادة الأب فادي نجار، وما ستقدّمه جوقة مؤسّسة الياس حنا الخيرية (سريانية الطابع) بقيادة الملفونو فادي مقديس أنطون.

أخيرًا، يشهد الشهر الحالي اهتمامًا خاصًّا وطفرةً ملحوظة في عدد المعارض والبازارات التي تنظمها الكنائس والهيئات التابعة لها. ويحمل بعض هذه الفعاليات طابعًا خيريًّا كتقديم الألبسة الشتوية لمحدودي الدخل، أو يتبنّى أهدافًا أخرى.

لقطات من بازار حملة الـ16 يومًا في حلب، سوريا. مصدر الصورة: هيئة مار أفرام السرياني البطريركيّة للتنمية

مثال على ذلك بازار الكنيسة السريانية الأرثوذكسية المقام حاليًّا في حلب بالتعاون مع منظمة العون الكنسي النرويجي، والذي يأتي ضمن حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويتيح هذا البازار الفرصة لهذه الشريحة من السيدات لبيع أعمالهنّ اليدوية وإشراكهنّ في المجتمع. 

والمثير للاهتمام أنّ هذه البازارات (المسيحيّة في أساسها) أثّرت إيجابًا ودفعت جهات حكومية وأهلية إلى تنظيم فعاليات مشابهة تنطوي على الروح الميلادية. ومن أهم الأمثلة على ذلك «بازار حلب أحلى»، وهو من تنظيم محافظة حلب.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته