نوبة قلبيّة تُنهي مسيرة الأب فادي صرّاف في أوبوس داي

مونتريال, السبت 2 ديسمبر، 2023

انتقل الأب فادي صرّاف إلى الأمجاد السماوية. وهو كاهنٌ رُسِمَ أخيرًا في حبرية الصليب المقدّس وعمل الله (أوبوس داي) بعد إصابته بنوبة قلبية وهو يلقي عظته في مركز قرب مونتريال-كندا ضمن رياضة روحية.

وأعلن مكتب أوبوس داي الإعلامي، يوم الثلاثاء، عن الخبر المحزن عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): «نرجو الصلاة لراحة نفس الأب فادي صرّاف، البالغ من العمر 51 عامًا، الذي توفي اليوم بشكل مفاجئ في مركز مانوار دو بوجو. فليرحمه الله».

من هو الأب صرّاف؟

كان صرّاف، الذي هاجر من دمشق-سوريا، مهندسًا في كندا قبل أن يصبح كاهنًا. ووفقًا لمقالة منشورة في يونيو/حزيران 2021 على موقع أوبوس داي، وصل الأب فادي إلى البلاد في عمر 17 عامًا.

وترأس الأسقف الألماني، جورج غينسفين، أمين السر الشخصي للبابا بنديكتوس السادس عشر، قداس رسامة صرّاف في روما مع 26 عضوًا من أوبوس داي في 22 مايو/أيار 2021.

انضمامه إلى أوبوس داي

في العام 1990، انضمّ صرّاف إلى أوبوس داي بعدما دعاه زميل في الدراسة إلى زيارة مركز ريفيرفيو للدراسات، وهو مركز تدريب تديره الحبرية في حرم جامعة مكغيل في مونتريال. وقال صرّاف في وقت لاحق متذكّرًا أول لقاءٍ له في الحبرية: «لقد استمتعتُ حقًّا بالأنشطة المختلفة التي يقدمونها، مثل المؤتمرات، وأوقات الصلاة في الكنيسة، وبخاصة عطلات الدراسة والرحلات».

دراسته الجامعيّة والعمل

بعد تخرّجه في جامعة مكغيل مهندسًا ميكانيكيًّا، حصل صرّاف على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة لافال في مدينة كيبك الكندية. ثم عمل مديرًا لكلية إرنيسكليف، وهي أحد مساكن أوبوس داي الخاصّة بالطلاب التي تُقدّم برنامج التدريب المسيحي في جامعة تورونتو.

كما عمل بدوام جزئي في إدارة برنامج تدريب نورثماونت، في مدرسة كاثوليكية ابتدائية في تورونتو.

وفي العام 1997، انتقل إلى مونتريال ليعمل في مؤسسة للثقافة والتعليم. وشغل هناك منصب مدير مشروع وجمع التبرعات. إذ تهدف المؤسسة إلى تقديم فرص تدريبية للنساء والرجال في جميع أنحاء كندا.

رسالة حياته

عُرِف صرّاف طوال مسيرته المهنية بقدرته على التواصل بخمس لغات مختلفة. وكانت رسالته في الحياة «تحقيق إرادة الله كيفما تجلّى».

وفي العام 2017، شعر صرّاف بالدعوة الكهنوتية. فقرر ترك عمله في المجال التعليمي مع أوبوس داي. ثمّ انتقل إلى إسبانيا لإكمال درجة الماجستير في اللاهوت في جامعة نافارا. وبعد ذلك، ذهب إلى روما في العام 2020 لمتابعة الدكتوراه في اللاهوت استعدادًا للخدمة الكهنوتية.

وأصبح كاهنًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية في مايو/أيار 2021. وعبّر عن رؤيته بخدمة كلّ من يلتقي به عبر الكهنوت. وأوضح: «يتعيّن على الكاهن أن يرحّب بالجميع وأن يحاول توجيه من يلتقيه لاكتشاف حبّ الله».