الجمعة 22 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ما أقدم كنيسة كلدانيّة في البصرة العراقيّة؟

واجهة كنيسة مار توما الكلدانيّة وداخلها في محافظة البصرة العراقيّة/ مصدر الصورة: صفحة أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة في فيسبوك

يعود تاريخ كنيسة مار توما الكلدانيّة في محافظة البصرة، جنوبي العراق، إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين سعى القس يعقوب يوحنّا سحّار إبَّانَ خدمته هناك، قبل رسامته مطرانًا للعماديّة عام 1893، إلى إنشاء أوّل كنيسة كلدانيّة في المنطقة.

افتُتحت الكنيسة بدءًا في بيت، عام 1886، حسب ما أفاد به المطران حبيب هرمز راعي أبرشيّة البصرة الكلدانيّة في حديث خاصّ إلى «آسي مينا».

وأوضح هرمز أنّ كتاب «الكنائس العربية في السجل الكنسيّ العثمانيّ» يورد بعض المعلومات التي تفيد بأنّ الطائفة الكلدانيّة طلبت الحصول على رخصة بتحويل دار تعود ملكيّتها للكنيسة في محلة الباشا بالبصرة إلى كنيسة أبعادها 22*12*12 مترًا، وأنّ نفقات البناء التقديريّة بلغت 60 ألف قرش. وقد مُنِحَت الرخصة فبُنيت الكنيسة وتحوّل البيت إلى كنيسة، وهي حالة تكرّرت في العراق قبل بناء كثير من الكنائس.

لوحة للسيّدة العذراء مريم وتمثال للقدّيس توما داخل كنيسة مار توما الكلدانيّة في محافظة البصرة العراقيّة. مصدر الصورة: صفحة أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة في فيسبوك

وأشار هرمز إلى إنشاء مدرسة ابتدائية إلى جانب الكنيسة في وقت لاحق. لكنّ المدرسة اندثرت ولم تعد موجودةً اليوم. أمّا الكنيسة الشاخصة فهي «مصمَّمة حسب الريازة المشرقيّة، إذ يتجّه الهيكل نحو الشرق حيث يقام المذبح المرتفع بثلاثة مستويات».

وممّا تتميّز به الكنيسة «احتواء الهيكل على نصف طابق من جهة الخلف يسمّى كنسيًّا الكاغولتا وهي كلمة سريانيّة تعني الجلجلة حيث كان يستقرّ جوق التراتيل الكنسيّة».

وشرح هرمز أنّ تزيين السقف بلوحات خشبيّة مرسوم عليها شكل مرساة السفينة بلون أزرق يشير إلى كون الكنيسة أشبه بالسفينة في بحر العالم، ترتبط في الوقت عينه بيسوع المسيح لأنه ميناء السلام في بحر عالم متلاطم الأمواج.

وبحسب السجلّات، تعمّد في الكنيسة قرابة 3500 طفل. وودّعت 1167 مؤمنًا إلى الحياة الخالدة، كما شهدت مباركة 684 عهد زواج. وهي الكنيسة الكلدانيّة الأقدم التي ما زالت شاخصة حتى اليوم في البصرة.

سقف كنيسة مار توما الكلدانيّة في محافظة البصرة العراقيّة. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

فرغم تعرّضها لحريق عام 1983، واصلت الكنيسة خدمتها للمؤمنين حتى العام 2004. ويقتصر حضورها اليوم على كونها مزارًا وملجأً للعائلات الفقيرة رغم تشقّقات السقف والجدران التي تهدّدها بالانهيار، بانتظار الاستجابة لطلباتٍ عدّة لإغاثتها، رفعتها الأبرشيّة إلى المسؤولين المحليّين.

الجدير بالذكر أنّ كابيلا للآباء الكرمليّين كانت تجاور هذه الكنيسة وسبقتها في تقديم خدماتها الروحيّة للمسيحيين الكاثوليك. وهذا واضح من خلال تقديم سرّ المعمودية لأشخاص كثيرين مسجّلة للكاثوليك بدءًا من العام 1868. لكنّ هذه الكابيلا اندثرت اليوم ولم يعد لها وجود.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته