السبت 7 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

منارة الآثار المسيحيّة في الإسكندريّة تشعّ من جديد

المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة-مصر/ مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

في أهم حواضر العالم القديم، الإسكندرية المصرية، مدينة العلوم والتلاقح الثقافي والفكري والديني وأول مدرسة لاهوتية في المسيحية، أُعيد افتتاح المتحف اليوناني الروماني.

هي خطوة مهمة لوضع المدينة على الخريطة السياحية للبلاد من جديد. ويُعدّ المتحف واحدًا من المتاحف القليلة في العالم المتخصصة في الحقبة الكلاسيكية والبيزنطية وهو الأكبر في هذا المجال في حوض المتوسط. كما أنه ثاني أقدم متحف مصري، إذ افتتح أبوابه للمرة الأولى في موقعه الحالي عام 1895. لكن في العام 2005، أُغلِقَت أبوابه ليخضع لعمليات ترميم وتطوير وتوسيع وتزويده بالمكتشفات الحديثة.

تمثال الإمبراطور ديوكلتيانوس. مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

نصوص بيبليّة من القرن الثالث

لتسليط الضوء على الآثار المسيحيّة فيه، تحدّثت «آسي مينا» إلى مديرة المتحف ولاء مصطفى. أشارت مصطفى إلى وجود أربع قاعات تخصّ العصر المسيحي المصري تعود مقتنياتها إلى القرن الثالث حتى القرن السادس. 

وفسّرت أنّ أقدم المقتنيات هي لفائف من ورق البردي تحوي نصوصًا فلسفية وبيبلية من العهدَين القديم والجديد تعود إلى القرن الثالث. وتضمّ المجموعة الأثرية أواني فخارية فريدة من نوعها، تتميز بعنقها الذي يأخذ شكلًا بشريًّا.

إحدى قاعات المتحف. مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

كنوز المتحف الأثريّة

لفتت مصطفى إلى وجود تمثال ضخم مصنوع من حجر البروفير الأحمر -الذي يصعب صقله- للإمبراطور ديوكلتيانوس، المعروف باضطهاده الشديد للمسيحيين. من هنا، اتخذت الكنيسة القبطية سنة توليه الحكم، عام 284، بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء.

تمثال الإمبراطور ديوكلتيانوس. مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

كذلك، سلطت مصطفى الضوء على «تمثال الراعي الصالح الذي يمثل المسيح. فقد عُثر عليه في منطقة مرسى مطروح (مصر). وهو مصنوع من الرخام الأبيض النقي جدًّا وعلوّه 120 سنتيمترًا». يظهر المسيح فيه حاملًا خروفًا على كتفيه ويحيط به خروفان يرمزان لأتباعه. ومن المرجح أن يكون التمثال استُخدِم مشعلًا للإنارة.

تمثال الراعي الصالح. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا

شوارع الإسكندريّة القديمة

كشفت مصطفى أنّ ما يميّز المتحف ليس معروضاته فحسب وإنما تسخيرها للدلالة على مواضيع مختلفة بحيث تجعل الزائر يشعر وكأنه يمشي في شوارع الإسكندرية في ذلك الزمن. وقالت: «من الأمثلة على ذلك مسيحيًّا محاكاة الكنيسة التي أجريناها عن طريق تجميع الآثار المسيحية المكتشفة وترتيبها، والتي تقدّم فكرة عن شكل الكنيسة المصرية في العصر البيزنطي الباكر».

محاكاة لكنيسة مصريّة من العصر البيزنطي الباكر. مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

وأضافت: «تتميز هذه الكنيسة بأربعة أعمدة من حجر الغرانيت وردي اللون. تعلوها "تيجان السِلال" البيزنطية الشهيرة، مع وجود الجناحين والوسط الذي ينتهي بالـ"حنية" (المحراب)، حيث كان يقف رجل الدين لإلقاء عظته. وعلى الجانبين لوحات جصية لبعض القديسين بهالاتهم. أما الأرضية فهي لوحة فسيفساء تتناول إحدى القصص الأسطورية التي وُظِّفَت مسيحيًّا، للدلالة على انتصار الخير على الشر أي انتصار المسيحية على الوثنية».

المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة-مصر. مصدر الصورة: المتحف اليوناني الروماني في الإسكندريّة

وختمت مصطفى بالإشارة إلى وجود «قطع نسيجية ومكاييل وموازين ومسكوكات جميعها تحوي رموزًا متنوعة من صلبان أو كتابات أو أشكال حيوانية ونباتية. ولهذه دلالاتها في المسيحية بالإضافة إلى لوحات وقنانٍ فخارية تخصّ القديس أبو مينا ولها أهمية كبرى».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته