المنامة, الثلاثاء 14 نوفمبر، 2023
لم تعرف أرض مملكة البحرين المسيحيّة مع قدوم الوافدين إليها للعمل من المسيحيين متنوّعي الانتماءات في الأمس القريب فحسب، بل كانت المسيحية، قبيل مجيء الإسلام، قد انتشرت جنوبًا في شبه الجزيرة العربية.
فبحسب البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو كانت منتشرة «خصوصًا في بلدان الشاطئ الغربي: قطر التي كانت تُعرف بــبيت قطرايي وجزيرة البحرين المعروفة بـداراي وعمان». لكنّ الوجود المسيحيّ في البحرين اليوم يقتصر على الوافدين. ويتنوّع ليشمل: الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والأقباط والأنجليكان، فضلًا عن السريو مالبار والسريو مالنكار.
حالة الكاثوليك في البلاد
فسّر الأب شربل رزق الكبوشي خادم الجالية العربيّة الكاثوليكيّة في مملكة البحرين في حديث إلى «آسي مينا» أنّ تعداد الكاثوليك اليوم يصل إلى قرابة 100 ألف شخص. وأوضح أنّ كنيسة القلب الأقدس في العاصمة المنامة وكاتدرائيّة سيّدة العرب في عوالي تتبعان الكنيسة الكاثوليكيّة، فضلًا عن مدرسة القلب الأقدس.
واستطرد رزق أنّ للأنجليكان مدارس وكنيسة تضيّف احتفالات الأقباط الطقسيّة، وللبروتستانت مستشفيات وكنيسة، والأرثوذكس بصدد بناء كنيسة أيضًا.
وعن وجود مسيحيّين بحرينيّين، بيّن أنّ «مملكة البحرين تمنح الجنسيّة لغير المسلمين. وعليه يوجد اليوم مسيحيّون بحرينيّون مجنّسون بالتأكيد. وتمثّلهم في مجلس الشّورى السيدة هالة رمزي، وهي مسيحيّة قبطيّة من أصل مصري».
للمسيحيّين كامل الحرّية
عن حال الحريات الدينية عمومًا في البحرين، قال رزق إنّ «للمسيحيين كامل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية». كما يسمح القانون البحريني بالزواج المدني لغير المسلمين. فضلًا عن وجود لجنة «تسامُح الأديان» الرسميّة الجامعة للأديان كافّة والمشجّعة على التلاقي والحوار وقبول الاختلاف الديني والثقافي.
وأضاف رزق أنّ التجوال في الأماكن العامة باللباس الإكليريكيّ مسموح كما أنّه لا يسبّب أيّ مشكلة. وأشار إلى أنّه لم يلاحظ في خلال فترة مكوثه في البلاد «وجود أيّ ردّة فعل سيّئة تجاه المسيحيّين». ولكنّه أكّد أنّ التبشير ومعموديّة المسلمين، بحرينيّين كانوا أم من جنسيّات أخرى، غير مسموح بهما.
بناء الكنائس ورفع الصلبان
أكّد رزق أنّ البحرين تسمح ببناء الكنائس، وفيها كاتدرائيّة سيدة العرب الكاثوليكيّة الأكبر في الجزيرة العربيّة. أمّا الصلبان فهي ظاهرة على معظم الكنائس، ولكن لا توجد قباب مرفوعة عليها الصلبان ولا تُقرع الأجراس.
ورأى رزق في ختام حديثه إلى «آسي مينا» أنّ آفاق مستقبل المسيحيين في البحرين واعدة ومبشِّرة «مع ازدهار احترام الحرّيات وقبول الاختلاف». ورفع الدعاء من أجل السلام في العالم، وانتعاش الحوار وقبول الآخر.
الجدير بالذكر أنّ البابا فرنسيس زار البحرين في العام 2022، وأنّ لهذه الدولة البالغ تعداد سكانها 1,4 مليون نسمة، علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان منذ العام 2000. ويتحدّر المسيحيون الكاثوليك فيها بشكل رئيسي من جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ودول غربية.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته