معموديّة جماعيّة في غزة... من موت المسيح قيامة للمؤمنين

غزة, الاثنين 30 أكتوبر، 2023

قد لا تخلو نشرة إخبارية اليوم من الإشارة إلى الحرب المشتعلة في قطاع غزة. فلم يمر يوم منذ السابع من الشهر الحالي إلّا وسقط عشرات الضحايا بل مئات من مدنيين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلِدوا في أرض لا تعرف السلام. لكن في ظلّ مشهديّة الموت هذه، ترفض الحياة الاستسلام ورفع رايتها البيضاء.

رغم قطع الاتصالات وشبكة الإنترنت عن غزة في الأيام الأخيرة، شهدت كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، ولادة روحية متمثلة بمعمودية جماعية لعدد من الأطفال. فقد نزعت الرعية للحظات رداءها الأسود حزنًا على أبنائها الضحايا وتوشّحت بحلة المعمودية البيضاء.

ففي المعمودية ينال المؤمنون ملء الحياة، على حدّ قول القديس بولس: «أوَتَجهلون أنّنا، وقد اعتمدنا جميعًا في يسوع المسيح، إنّما اعتمدنا في موته فدفنّا معه في موته بالمعموديّة لنحيا نحن أيضًا حياةً جديدة كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب؟ فإذا اتّحدْنا به فصرنا على مثاله في الموت، فسنكون على مثاله في القيامة أيضًا».

وقد طمأن الكاهن المساعد لرعية العائلة المقدسة للاتين في غزّة الأب يوسف أسعد المحبين والمهتمين معلنًا: «الأمور تمام والنت رجع والجوال يعمل».

عمليّة قيصريّة طارئة

في سياق الحرب أيضًا، شهد قطاع غزة قبل أيام ولادة أخرى من رحم الموت. فتمكّن أطباء من إنقاذ جنين بواسطة عملية قيصرية طارئة أجريت لسيدة حامل تدعى دارين أبو شمالة بعد وفاتها. وذلك في إثر قصف أدى إلى سقوطها من الطابق الثالث، بحسب وكالة يورونيوز.

وإزاء التحذيرات الإسرائيلية ومطالبتها سكان شمالي القطاع بالتوجه جنوبًا، نزح زوج دارين مع عائلته إلى منزل أقاربهم في رفح أقصى جنوبي القطاع.

لكنّ غارةً استهدفت بناءهم السكني، ما أسفر عن مقتل زوجته وطفليه مع ستة أشخاص من أقربائه. بينما نجا هو إذ كان وقت الواقعة على سطح المبنى للتأكّد من امتلاء خزانات المياه.

تضامن طفل من الأردن

تضامنًا مع أطفال غزة، أرسل الطفل جدعون من بيت «مريم العذراء أمّ الرجاء للأطفال» في الأردن رسالة مصورة. فرنّم «في ظل حمايتك نلتجئ يا مريم لا تردي طلبتنا عندما ندعوك». وقال إنّها من أجل السلام في الأرض المقدسة ومن أجل الأطفال الذين ماتوا. وختم رسالته بالدعاء: «يا سيدة السلام صلّي لأجلنا».