بغديدا, الخميس 26 أكتوبر، 2023
ودّعت بغديدا أمس الكوكبة الثامنة عشرة من ضحايا فاجعتها ليبلغ عدد المدفونين حتى هذا التاريخ 130 شخصًا، فيما يرقد عدد آخر من المصابين في المستشفيات، حالة بعضهم حرجة.
تواصل كنائس بغديدا رفع الصلوات وتنظيم ساعات السجود للقربان المقدّس ومسيرات الشموع راحةً لأنفس ضحايا الفاجعة وعلى نيّة المصابين، داعيةً إلى التأمّل في معاني «الرجاء» والثقة في الله.
من جانب آخر، تتوالى زيارات التعزية إلى مطرانيّة السريان الكاثوليك في بغديدا. وفي هذا السياق استقبل المطران بنديكتوس يونان حنّو، رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، يوم الاثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري السفير الهولندي في العراق يوهانيس لينديرت ساندي والقنصل الفرنسي العام في الموصل جان كريستوف أوجيه، معزِّيَّين بضحايا الفاجعة.
وكان حنّو قد وجّه رسالةً أبويّة إلى جميع أبناء الأبرشيّة، لا سيّما أبناء بغديدا، دعاهم فيها إلى امتثال قول الرسول بولس «لا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة» (أف 5: 11). وطالب الجميع بالتزام الهدوء والتحلّي بالصبر، والابتعاد عن الأعمال التي «لا تمتّ بأيّ صلة للروح المسيحيّة وللمحبة الأخوية التي نعيشها في هذه البلدة الآمنة، كما أنها لا تعكس القيم والمبادئ المسيحيّة».
وأضاف: «نحن في بغديدا إخوة متحابّون، شركاء في هذه البلدة، لا نسمح للغريب، ولا نسمح للأفكار المتطرفة بأن تدخل وتفرّقنا. لا يزال حريق القاعة يحرق قلوبنا، فلا ندع حريق الألسن يحرق ما لم تستطع الفاجعة أن تحرقه، أن تحرق صفوفنا المتوحدة».
وجاء ذلك في أعقاب «أحداث مقلقة شهدتها البلدة» ليل الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إذ أحرق بعض الغاضبين ممتلكات تعود إلى مالك قاعة الهيثم للأعراس التي شهدت فاجعة عرس بغديدا. فيما أسفر حادث دهس عرضيّ لدى تجمهر بعض المواطنين في أثناء الأحداث عن إصابة ثمانية أشخاص، توفي ثلاثة منهم.
في إثر ذلك، فرضت القوات الأمنية حظرًا للتجوّل، في الليلة التالية فقط، بغية فرض الأمن ومتابعة الأحداث من كثب.
كما دعا حنّو أبناء الرعيّة إلى تجنّب الأصوات النشاز والحذر والفطنة واليقظة، وإلى الحرص على إيمانهم ليكونوا أبناءً للنور لا للظلام، مجدّدًا الثقة بنزاهة القضاء العراقي بانتظار تحقيق العدالة.
على صعيد متّصل، فعّلت أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك في بغديدا عمل «مركز الدّعم والإرشاد النفسيّ» التّابع لها في إطار سعيها إلى خدمة المفجوعين نتيجة الحادث الأليم، نفسيًّا وروحيًّا، عبر تقديم الدعم والإرشاد والعلاج النفسيّ للمصدومين.
وشكّل المركز مجموعات عدّة تتولّى زيارة البيوت، وتضمّ كهنةً ورهبانًا وراهبات وعلمانيّين متخصّصين ومدرّبين على المرافقة الروحيّة والإصغاء والمساندة الاجتماعيّة، فضلًا عن مجموعة من الأطبّاء المتخصِّصين، لا سيّما النفسيّين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته