الفاتيكان, الثلاثاء 24 أكتوبر، 2023
بينما ينطلق الأسبوع النهائي للسينودس، المُنعقد في الفاتيكان حتّى 29 أكتوبر/تشرين الأول بعنوان «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»، بجدول زمني معدّل، يترقب الجميع التقرير التلخيصي الختامي لهذه الدورة من الجمعية العامة لسينودس الأساقفة، والتي ستصدر السبت.
لا يُعدّ تقليد السينودس بكتابة تقرير مماثل، أو إصدار أي وثيقة إلى المؤمنين، جديدًا على الإطلاق. إذ سيُوافَق على التقرير في نهاية السينودس، وهو ما يشير إلى الاتجاه المرجوّ من المسيرة السينودسية.
والوثيقة التلخيصية «انتقالية»، بحسب رئيس دائرة التواصل الفاتيكانية باولو روفيني، وستصدر أيضًا رسالة عن السينودس تعكس الاتجاه المرجوّ من المسيرة السينودسية. ويتعيّن على تلك الرسالة أن تتضمّن مواضيع رئيسية مثل السلام والهجرة والانسجام مع البابا والتعاليم الحبرية، والتي نوقشت بكثافة في الأسبوع الأخير من المداولات.
وكان رئيس أساقفة لوكسمبورغ ومنسّق المجلس العام السادس عشر للسينودس الكاردينال جان كلود هولريخ اليسوعي قد قدّم «خريطة طريق» للمرحلة المقبلة من السينودس في خطاب الافتتاح. وتُجمَع مقترحات متنوعة، حتى لو لم يتّضح ما إذا كانت تلك المقترحات ستتبع مراحل أخرى جديدة، قارّيةً كانت أم محلية.
ويبدو أنّ السكريتاريا العامة للسينودس تريد أن يكون لها وجود قوي ونفوذ شامل في أعمال السينودس. لذا، تعتمد مجريات الأحداث كلّها على ما تطلبه السكريتاريا من الهيئات الإقليمية والقارّية.
جدول الأعمال لهذا الأسبوع
ستُتابع النقاشات طوال هذا الأسبوع، بينما سيتوقف المشاركون مرّات عدّة للصلاة والتفكير. وغدًا، تجتمع الجمعية العامة لاستعراض تصميم التقرير التلخيصي الذي قُدِّم إلى المنسّق العام. وتبدأ في ما بعد مناقشة مفتوحة بعد الظهر، بالإضافة إلى صلاة الوردية في حدائق الفاتيكان.
وتُناقش التعديلات على التقرير التلخيصي في 26 أكتوبر/تشرين الأول ضمن الدوائر الصغرى. وتُبحث مرحلة السينودس المقبلة في الجمعية العامة للسينودس في فترة ما بعد الظهر. وبعد استراحة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، يُباشَر باستعراض التقرير التلخيصي من جديد في القاعة السينودسية يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، عند الصباح وبعد الظهر، قبل الموافقة عليه. ويختتم الحاضرون اللقاء بصلاة شكر.
المناقشات اللاهوتيّة
بينما يشرف السينودس عن السينودسية لهذا العام على نهايته، وفيما تُبقي دعوة البابا إلى الحفاظ على سرية المناقشات الجزء الأكبر ممّا يحصل داخل القاعة غير معلوم، يبدو أنّ الاجتماعات لن تقدّم حلًّا عمليًّا للقضايا الحيوية مثل تراجع عدد الدعوات الرهبانية أو تراجع الإيمان، حتى في الدول الكاثوليكية التقليدية.
وقد استضاف السينودس في بازيليك القديس بطرس، في 20 أكتوبر/تشرين الأول، الحدث الثاني من بين مناظرتين. وكانت بعنوان «من دون الإخلال بمبدأ الأسبقية البابوية: ممارسة الخدمة البطرسية في كنيسة سينودسية»، بغية النظر في التوازن بين الأسبقية البابوية، أي تقدّم البابا على بقية الأساقفة، وإصلاح الكنيسة في سياق سينودسي.
ويسّر الأب داريو فيتالي هذا النقاش الذي شارك فيه عدد من اللاهوتيين بمن في ذلك، الأب ليوناردو بيلونارا والأب لوكا ماساري. وفي خلال المناظرة، جرى تفكيك العلاقة بين الأسبقية البابوية والمجمعية والاعتراضات المحتملة على القرارات البابوبة. وتطرقت المناقشات أيضًا إلى محاولة البابا فرنسيس تعزيز مجالس الأساقفة. واستنتجت المناظرة أنّ تلقّي الوثائق البابوية لا ينبغي أن يصبح مجرد تلقٍّ عابر، بل هو دعوة لمشاركة العلمانيين والتمييز، مع إشراف الأساقفة لتجنّب الانقسام.
وشرّحت أستاذة اللاهوت المتخصصة في العهد الجديد، روزالبا مانيس، نصّ العشاء السري بحسب إنجيل يوحنا. فأكّدت دروس الخدمة والقيادة التي يحملها النصّ للرسل في أيامنا هذه، داعيةً إياهم إلى محاكاة مَثَلَي يسوع وبطرس في التخلّي عن الذات وحماية الآخرين.
تمهيد الطريق لهذا الأسبوع وللعام المقبل
سيكون لمبدأ الأسبقية البابوية جزء لا يتجزأ من مناقشة السينودس، وسيؤثر بالطبع على الوثيقة النهائية. وتتراوح المناقشات بين من يرغب في تغيير هيكلية الكنيسة عبر أفكار متنوعة، ومن يؤيّد دور البابا المركزي.
وبغض النظر عن توجّه البوصلة، ستمهّد هذه الدورة السينودسية الطريق لاجتماعات العام 2024.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته