تثبيت أعجوبة إسطفان الدويهي... طوباويّ جديد من لبنان قريبًا

بيروت, الجمعة 20 أكتوبر، 2023

نورٌ جديدٌ يخترق النفق المظلم... ففي زمن العنف الدمار الذي تعيشه المنطقة، تأتي البشرى من الفاتيكان إلى الكنيسة الكاثوليكيّة العالميّة عمومًا والمارونيّة خصوصًا: طوباويٌّ جديدٌ من لبنان قريبًا.

هو المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي الذي أعلن مجمع اللاهوتيين في روما بشكل رسمي موافقته بالإجماع على ملف تثبيت أعجوبته.

فقد انعقد المؤتمر اللاهوتي الخاص بالدارسة وبالتصويت لتثبيت أعجوبة المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي في سبيل تطويبه. وخلص المؤتمر إلى تثبيت أعجوبة الشفاء والشفاعة، والموافقة على «مسيرة» إعلان المكرّم البطريرك الدويهي «طوباويًّا» جديدًا على مذابح الكنيسة المارونية، بانتظار قرار البابا فرنسيس، وإعلان مرسوم التطويب وعيد المكرم الدويهي، وتاريخ الاحتفال بالتطويب بعد مرور الملف على مجمع الكرادلة.

وأعلن الأب بولس القزي من الفاتيكان أمس أنّ يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو «يوم تاريخي».

السيرة والمسيرة

ولد إسطفان الدويهي في إهدن عام 1630 في عيد القديس إسطفانوس، أوّل الشهداء. تعلّم في صغره مبادئ اللغتَين السريانية والعربية، وتربّى على أصول الإيمان والأخلاق وممارسة الطقوس البيعيّة.

دخل سلك الإكليروس عام 1641. وفي يونيو/حزيران من العام نفسه وصل إلى روما، وكان في الحادية عشرة، بعدما قدّمه نسيبه المطران الياس الإهدني إلى البطريرك جرجس عميرة، فأرسله هذا الأخير إلى المدرسة المارونيّة التي أسّسها البابا غريغوريوس الثالث عشر.

أنهى دروسه اللاهوتيّة عام 1655، وحاز مطلع هذه السنة شهادة الملفنة في اللاهوت. وفي العام نفسه عاد من روما إلى جبل لبنان ليخدم كنيسته وشعبه بما حصّل من العلوم.

في العام 1656، رقّاه البطريرك يوحنّا الصفراوي إلى درجة الكهنوت على مذبح دير مار سركيس وباخوس راس النهر-إهدن. وفي يوليو/تموز 1668، قبل درجة الأسقفية على مدينة نيقوسيا في قبرص، وذلك بوضع يد البطريرك جرجس السبعلي في دير سيّدة قنوبين. وفي 20 مايو/أيار 1670، اجتمع الموارنة وأعيان البلاد في دير سيّدة قنوبين، وانتخبوا المطران إسطفان بطريركًا رغم ممانعته، وهربه، واحتجابه عن الأنظار.

بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والمشاريع والمعجزات، توفي البطريرك إسطفان الدويهي في قنوبين يوم 3 مايو/أيّار 1704 ودُفن في مغارة القديسة مارينا حسب مشتهى قلبه.