بغديدا, الثلاثاء 10 أكتوبر، 2023
في انتظار أن تكشف فحوص الـحمض النووي لذوي الضحايا عن هويّات الجثث المتفحمة والأشلاء، تواصل أبرشيّة الموصل للسريان الكاثوليك صلوات ومراسم الدفن الفرديّة والجماعيّة اليوميّة بالتزامن مع ارتفاع أعداد ضحايا فاجعة عرس بغديدا من الذين يقضون في المستشفيات بسبب إصاباتهم البالغة وحروقهم الشديدة.
ودعا رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك بنديكتوس يونان حنّو يوم الأحد المنصرم إلى تخصيص ثلاثة أيّام للصلاة والصوم، بدءًا من أمس الاثنين، دعاها «باعوثا بغديدا» على غرار «باعوثا نينوى».
وأشار حنّو في «كلمة أبويّة» وجّهها إلى إكليروس رعيّته ومؤمنيها إلى أنّهم «في زمن الصليب المقدّس، زمن القوة والانتصار، زمن المحبّة والتسامح، فيه انتصر ربّنا على قوّة الموت بالقيامة... وهو يطلب منّا الآن أن نحمل صليبنا، من أجله، ومن أجل إخوتنا البشر، لنعطيهم الحياة».
وشدّد على أنّ بغديدا اليوم مدعوّة إلى تحمّل هذا الصليب الثقيل شهادةً على إيمانها وتمسّكها بقيمها ورجائها بالمسيح الذي سامح وغفر «في أقصى لحظات الآلام» وأعطى الحياة. وأوصى بالابتعاد عن الصراعات والمناوشات عبر مواقع التواصل «فقضيّتنا قضية شعب يرغب في الكشف عن الحقيقة». كما دعا إلى ضبط النفس والصلاة من أجل كشف الحقيقة بانتظار القرار النهائي من الدولة.
مشاركة السفير البابويّ
شارك السفير البابوي في العراق المطران ميتيا ليسكوفار في قدّاس وصلاة جنّاز راحةً لأنفس جميع شهداء الفاجعة في كنيسة الطاهرة الكبرى-بغديدا يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ونقل ليسكوفار تعازي البابا فرنسيس لأبناء بغديدا. وقال في كلمة مقتضبة في ختام القدّاس إنّ كنيسة بغديدا احتضنت أبناءها وبناتها على مثال العذراء مريم التي تلقّت يسوع المصلوب في أحضانها. وشرح أنّ المرحلة الأخيرة من مراحل درب الصليب ليست هي النهاية، بل هناك دائمًا قيامة.
دفن كوكبة جديدة
شهدت بغديدا في خلال الأسبوع المنصرم دفن «الكوكبة الثانية عشرة» ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا المدفونين إلى قرابة المئة مع إعلان وفاة كثيرين من الراقدين في المستشفيات العراقية، فضلًا عن الذين جرى تسفيرهم إلى تركيا لتلقّي العلاج، لكنهم لم ينجوا.
وعلى الصعيد نفسه، تتابعت ردود الأفعال المساندة والمتضامنة مع ضحايا فاجعة عرس بغديدا. إذ أقامت كنائس عدّة، في العراق والعالم، قداديسَ ونظمّت مسيرات شموع وصلوات، فضلًا عن وقفات الصمت حدادًا على أرواح الشهداء والتي شهدتها جامعات ومؤسسات عراقيّة، رسمية وغير رسميّة، ووقفات احتجاجيّة مطالبة بإجراء تحقيق دوليّ مستقل من أجل تحقيق العدالة.
وشهد ميدان البرلمان الأسترالي في ملبورن وقفةً احتجاجيّة نظمها عراقيون هناك، فيما نعى مستشفى الحمدانية العام ثلاثة من كوادره قضوا في الفاجعة. كما نظّمت كلّية الفنون الجميلة في جامعة الموصل وقفة حداد على طالبتها الشهيدة وسائر الضحايا.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته