بعد شهر على زلزال المغرب… كيف ساندت كاريتاس المتضرّرين؟

مراكش, الأحد 8 أكتوبر، 2023

مرّ شهر على زلزال إقليم الحوز في المغرب. تركت الهزّة المدمّرة وراءها آلاف الضحايا وقصصًا موجعة لن تسقط من ذاكرة أصحابها. 

فقد خلّف الزلزال دمارًا هائلًا ستكون له آثاره الوخيمة على الاقتصاد المحلي مستقبلًا من حيث انخفاض النمو وارتفاع المديونية العامة. أمام ذلك، تستمر الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية والكنسية، ومن بينها كاريتاس، في عملها المكثّف للتخفيف من حدة نتائج الزلزال.

فقد أوضح عضو اللجنة التنفيذية لكاريتاس مراكش الفرنسي جون بوزو دي بورغو في حديث خاص إلى «آسي مينا» أنّ «عمل الجمعية التي تضم 50 متطوعًا من جنسيات مختلفة توجه بشكل رئيسي نحو منطقة الجبال المحيطة بمراكش كونها الأكثر تضررًا. فجاء التدخل الأول بعد 48 ساعة من الزلزال بتوفير المساعدات الغذائية. بعدها قُيّمت احتياجات المجموعات السكنية بدقة كي تكون مناسبة وملبّية بالفعل للمتطلبات». 

وعن أصناف تلك المساعدات وكمياتها، أضاف دي بورغو: «حتّى الساعة نُظمت أكثر من 50 قافلة تضمّنت أكثر من 12 طنًّا من المواد الغذائية، وعددًا كبيرًا من مواد النظافة، وطنَّين من الملابس للأطفال والنساء والرجال، و1000 مصباح يعمل بالطاقة الشمسية، و500 سرير، و60 خيمة، لتغطي هذه المساعدات أكثر من 2000 متضرر. هذا عدا مؤازرة فريقنا الطبي خصوصًا لمن يعاني أمراضًا مزمنة كالسكري وضغط الدم المرتفع، مع الاهتمام بالأطفال والنساء الحوامل». 

وختم دي بورغو حديثه إلى «آسي مينا» بالإشارة إلى وجود خطط لتأمين حاويات بدلًا من الخيام، تستوعب 60 تلميذًا، لتلقّي تعليمهم فيها ريثما يُعاد بناء المدارس المهدّمة. وبيّن دي بورغو وجود نية لاستحداث قرية سكنية تتسع لـ140 شخصًا، وهو ما يحتاج إلى دعم مستمر لأنّ مرحلة البناء ستتطلب وقتًا غير قصير بحسب تعبيره.  

حكوميًّا، بدأت اللجنة المكلفة بإعادة البناء والتأهيل قبل يومين صرف أول دفعة من المساعدات المالية للمتضررين بقيمة 250 دولار شهريًّا على مدار عام كامل. كما وافقت اللجنة على فتح اعتمادات تبلغ قيمتها نحو 250 مليون دولار من أجل المباشرة الفورية بمشاريع إعادة الإعمار في مجالات التعليم والصحة والسكن والمواصلات والثقافة والسياحة والزراعة وتقديم الدعم للرعاة والفلاحين، بحسب ما أشارت إليه قناة العربية.

وتعالت في الفترة الأخيرة أصوات نشطاء مغاربة وفعاليات مدنية تطالب بإعلان الثامن من سبتمبر/أيلول يومًا وطنيًّا للتضامن في البلاد، ومناسبة لاستحضار القيم الإنسانية التي عبّر عنها المغاربة في خلال الفاجعة.