البابا فرنسيس في افتتاح السينودس: الكنيسة توقّفت اليوم مصغيةً

روما, الأربعاء 4 أكتوبر، 2023

أعلن البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم أنّ الكنيسة جمعاء توقّفت اليوم مصغيةً، طالبًا إيلاء الإصغاء أولويّة. ورأى أنّ «علينا تعلّم التمييز». 

جاء كلام الأب الأقدس في قاعة بولس السادس الفاتيكانية ضمن كلمة افتتاحية لاجتماعات الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»، والذي بدأ اليوم ويستمر حتى 29 من الشهر الحالي. 

وزاد فرنسيس أنّه في حال انتهى الجميع متشابهين من دون فروق دقيقة، يكون  الروح القدس قد بقي خارج السينودس. فالكنيسة انسجام أصوات، على حد قوله. وطلب فرنسيس التمييز بين الروح القدس والدنيوية.

لا للمعارك الأيديولوجيّة

كان الحبر الأعظم قد أعلن في عظة صباح اليوم أيضًا في قداس افتتاحي للسينودس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أنّ الكنيسة لا تحتاج إلى نظرة استراتيجية بشرية وحسابات سياسية ومعارك أيديولوجية. 

وتحدّث البابا عن نظرة يسوع المُبارِكَة والمضيافة، معتبرًا أنّ يسوع لا يسمح لذاته في الإنجيل بالانجرار وراء الحزن بل يرفع عينَيه إلى السماء مسبّحًا الله الآب. فالمسيح يرى أبعد من الكآبة ملاحظًا الخير الخفي النامي في قلب العالم. وأكّد أنّ السينودس ليس برنامجًا إصلاحيًّا بل «السير معًا» بنظرة المسيح تحت قيادة الروح القدس. 

وقال فرنسيس إنّ المسيح لم يسمح لذاته بأن يؤسَر بالكآبة ولم يصبح مريرًا ويطفئ في قلبه روح التسبيح، بل ظل هادئًا في خضم العاصفة. وأشار إلى أنّ يسوع لم يبحث عن مهرب أيديولوجي أمام المِحَن، ولم يتحصّن داخل قناعات مكتسبة، ولم يستسلم لحلول مريحة، ولم يعش بحسب أجندة هذا العالم. 

وأردف الأب الأقدس أنّ هذه هي حكمة الكنيسة الروحية، وأنّ نظرة يسوع تدعو الكنيسة إلى عدم مواجهة تحديات هذا العالم بروح انقسام وتنازُع. وشدد على عدم تجميل الكنيسة في عينَي هذا العالم بل الشهادة لمحبة الله التي لا تنضب أمام هذا العالم. 

وتحدّث أيضًا عن نظرة يسوع المضيافة، مشيرًا إلى أنّ الله يكشف حكمته للصغار والبسطاء والفقراء. وفسّر أنّ نظرة المسيح تدعو الكنيسة إلى أن تكون مضيافة فلا تغلق أبوابها. ودعا إلى مواجهة التحديات الثقافية والرعائية بودية ولطافة. واعتبر أنّ السينودس يذكّر الكنيسة بأنّها بحاجة دائمة إلى التطهير لأنّها مؤلّفة من شعب خطأة مغفور لهم. 

وشارك في القداس بطاركة وأساقفة وكهنة ومكرّسون ومؤمنون ممثلون عن كنائس العالم أجمع يحضرون السينودس، إضافةً إلى الكرادلة الجدد الذين أُعطوا اللقب الكاردينالي يوم السبت الماضي، فضلًا عن آلاف المصلّين.