إدانة كاهن كاثوليكي بالاحتيال… الصين تحاصر الحرّية الدينيّة

شنغهاي, الثلاثاء 26 سبتمبر، 2023

حادثة جديدة في الصين تغذّي مؤشّرات التضييق على الحرّية الدينية، وتثير اهتمامًا واسعًا في الساحة الدوليّة. فقد أدين الأب جوزيف يانغ شياو مينغ، كاهن كاثوليكي في أبرشية ونزهو بمقاطعة تشجيانغ، جنوبي شنغهاي، بتهمة «الاحتيال» و«انتحال صفة رجل دين» في 13 سبتمبر/أيلول الجاري. 

تعود جذور هذه القضية إلى رفض الأب شياو مينغ التسجيل في الجمعية الوطنية الكاثوليكية الصينية المعتمدة من قبل الحكومة الصينية، وهو ما يُعدّ خرقًا للقانون. وقد فرضت المحكمة على شياو مينغ مجموعة من العقوبات تضمنت وقف أنشطته الكهنوتية ومصادرة إيراداته غير الشرعية، فضلًا عن تغريمه ماليًّا.

وأمام التشكيك بصفته الدينية، قدم شياو مينغ شهادة رسامته التي تحقق منها أسقف ونتشو ومكتب الشؤون الدينية المحلي، ما يؤكّد صحتها في المحكمة ويُثبت أنّ الكاهن المدان رُسِم بالفعل وفقًا لأصول الكنيسة الكاثوليكية.

تضييق على الأنشطة الدينيّة

تعكس هذه القضية تصاعد رقابة الحزب الشيوعي الصيني على الأنشطة الدينية في خلال السنوات الخمس الماضية. ففي العام 2019، نشرت إدارة الشؤون الدينية الوطنية الخاضعة لسيطرة الحزب المباشرة، التدابير الإدارية للجماعات الدينية وأصبحت سارية المفعول عام 2020. وتفرض هذه التدابير قواعد صارمة على التعبير الديني، وتسلّط رقابة أكبر على الجماعات الدينية.

وتُلزم المادة الثالثة من هذه التدابير موافقة إدارة الشؤون الدينية لدى الحكومة الشعبية على أيّ نشاط ديني في البلاد، أو تسجيله في إدارة الشؤون المدنية لدى الحكومة الشعبية. كما تفرض المادة 17 على رجال الدين الالتزام بتوجيهات الحزب الشيوعي الصيني.

ويقرأ المراقبون في هذه الإجراءات تضييقًا إضافيًّا على رجال الدين الكاثوليك في الصين، ما يزرع قلقًا عالميًّا بشأن الحرية الدينية في البلاد. 

وتأتي هذه القضية بعد زيارة البابا فرنسيس منغوليا مطلع سبتمبر/أيلول الحالي، حيث دعا الحبر الأعظم الصينيين الكاثوليك إلى أن يكونوا مواطنين صالحين ومسيحيين صالحين، وهو ما يُظهر دعمه الحرية الدينية في الصين.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الكرسي الرسولي لم يصدر بيانًا رسميًّا حول إدانة الأب شياو مينغ حتى الآن.