الفاتيكان, السبت 16 سبتمبر، 2023
في 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل تنطلق في الفاتيكان الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة بعنوان: «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة». من هنا، تجيب «آسي مينا» في هذا المقال عن أبرز الأسئلة المتعلقة بهذا الحدث.
ماذا تعني كلمة سينودس؟
السينودس كلمة يونانية الأصل تشير إلى اجتماع الرؤساء الكنسيين، البطريرك وأساقفة كنيسته، دوريًّا كل سنة، للتداول في شؤون الكنيسة المحلّية بشكلٍ جماعي. والسينودس هو «مجمع أو اجتماع» لمجموعة من الأساقفة أو القادة الدينيين. وقد بدأت الكنيسة اللاتينية بعد المجمع الفاتيكاني الثاني تعقد في الفاتيكان سينودسات عادية أو استثنائية لمعالجة أو مناقشة قضايا معينة منها السينودس الخاص من أجل لبنان في العام 1995 والسينودس الخاص من أجل الشرق الأوسط في العام 2010.
ما هي المسيرة السينودسيّة؟
أطلق البابا فرنسيس في أكتوبر/تـشرين الأول 2021 مسيرة سينودسية تشمل الكنيسة الكاثوليكية بأسرها. تهدف المسيرة التي تنتهي عام 2024 إلى إجراء دراسة «جماعية» لوضع الكنيسة القائم والتخطيط لمستقبلها. فيها وُجِّهَت أسئلة واستُطلِعَت آراء مؤمنين على جميع المستويات، بدءًا بمستوى الرعايا، أو الخورنة، وصولًا إلى الكنائس على مستوياتها الوطنية ومن ثم القارّية. ويجتمع في المرحلة المقبلة ممثلون عن الكنيسة جمعاء في دورة أولى بالفاتيكان في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ودورة ثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ما معنى السينودسيّة؟
عُرِّفَت السينودسية من قبل اللجنة اللاهوتية الدولية التابعة لمجمع عقيدة الإيمان في العام 2018 بأنها «عمل الروح في شركة جسد المسيح وفي الرحلة التبشيرية لشعب الله». ووَصَفَت الوثيقة التحضيرية للسينودس عام 2021 السينودسية بأنها «شكل الكنيسة وأسلوبها وبنيتها».
وتؤكد وثيقة عمل السينودس، الصادرة عن الفاتيكان في يونيو/حزيران 2023، أنه يمكن فهم السينودسية على أنها «لا تنبع من إعلان مبدأ أو نظرية أو صيغة بل تتطور من الاستعداد للدخول في ديناميكية تحدُّث وإصغاء وحوار تكون بنّاءة ومحترمة ومصلّية».
ما وثائق المسيرة السينودسيّة؟
في 20 يونيو/حزيران، أصدر الفاتيكان وثيقة عمل لتوجيه النقاشات في الجمعية العامة الأولى للمسيرة السينودسية. تتكوّن الوثيقة من أوراق عمل فيها أسئلة كي يتمكّن المندوبون المشاركون من التمييز في اجتماع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كَتَبَت هذه الوثيقة لجنة مؤلفة من 22 شخصًا كخلاصة للوثائق الثماني الصادرة عن الجمعيات العامة القارية الملتقية في الأشهر الأولى من العام 2023. وقد استندت النقاشات في الجمعيات القارية إلى وثيقة عمل سابقة مكوّنة من 44 صفحة يُشار إليها باسم «الوثيقة الخاصّة للجزء القاري» نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2022 بعنوان «وسّع مساحة خيمتك».
ووصفها كاتبوها بأنّها ملخص لأكثر من 100 تقرير موجز تشاركتها مع الفاتيكان مجالس الأساقفة والرهبانيات وإدارات الكوريا الرومانية والحركات العلمانية ومجموعات وأفراد آخرون.
كيف ستُستَخدَم وثيقة العمل في دورة السينودس في أكتوبر/تشرين الأول المقبل؟
ستُستَخدَم وثيقة العمل المرتبطة بدورة أكتوبر/تشرين الأول المقبل لتوجيه مناقشات المجموعات الصغيرة في الاجتماعات بالفاتيكان. وستتناوب لقاءات المجموعات الصغيرة مع جلسات عامة يلتقي فيها جميع المشاركين بالسينودس.
وسيركّز الجزء الأخير من اجتماعات أكتوبر/تشرين الأول على تحديد الخطوات التالية للكنيسة و«الدراسات اللاهوتية والقانونية المعمقة اللازمة للتحضير» للدورة الثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
عمَّ تحاول المسيرة السينودسية الإجابة؟
حددت وثيقة العمل للعام 2023 الأسئلة الثلاثة الشاملة الآتية:
كيف نكون بشكل أكمل علامة وأداة اتحاد مع الله ووحدة مع البشرية جمعاء؟
كيف يمكننا مشاركة المواهب والمهام بشكل أفضل في خدمة الإنجيل؟
ما العمليات والهيكليات والمؤسسات الضرورية للكنيسة السينودسية التبشيرية؟
والهدف الرئيسي للدورة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وفق وثيقة العمل، هو وضع خطة مدروسة بـ«أسلوب سينودسي» وتحديد المشاركين في النقاشات. و«سيُستكمل» التمييز في دورة العام 2024 من السينودس.
ما المواضيع التي قد يتناولها السينودس؟
تقترح وثيقة العمل، التي توجّه نقاشات أكتوبر/تشرين الأول المقبل، التمييز للتفكير في الأسئلة الجدلية بما فيها شماسية المرأة، وعزوبية الكهنة، والتواصل مع مجتمع الميم.
وتسلط الوثيقة الضوء على الرغبة في إنشاء هيئات مؤسَّسية جديدة تسمح بمشاركة أكبر في صنع القرار من قبل «شعب الله». وأحد الأسئلة المقترحة للتمييز في خلال سينودس الأساقفة هو: «ماذا يمكننا أن نتعلم عن ممارسة السلطة والمسؤولية من الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى؟».
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنكيف تختلف المسيرة السينودسيّة الحاليّة عن السينودسات السابقة؟
السينودس اجتماع للأساقفة لمناقشة موضوع ذي أهمية لاهوتية أو راعوية بغية إعداد وثيقة تهدف إلى نصح البابا في اتخاذ قراره بشأن القضية المدروسة. وللمرة الأولى، لن يكون جزء مهم من المندوبين المصوّتين في السينودس من الأساقفة، بل اختارهم البابا مباشرةً ومنهم علمانيون وكهنة ومكرسات وشمامسة.
ماذا يسبق دورة أكتوبر/تشرين الأول المقبل؟
تبدأ أعمال سينودس عام 2023 في الفاتيكان بخلوة للأساقفة والمشاركين تمتد ثلاثة أيام، من 1 إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول. يقود الخلوة الأب الدومينيكاني تيموتي رادكليف، الذي أثار الجدل في السابق بسبب تصريحاته حول المثلية الجنسية.
وقد أعلن البابا فرنسيس أيضًا أنّ صلاةً مسكونية ستقام في ساحة القديس بطرس في 30 سبتمبر/أيلول. وتقدِّم هذه الصلاة، المنظَّمَة من جماعة تيزيه، أعمال السينودس إلى الله.
من شارك في المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة؟
أفادت الأمانة العامة للسينودس بأنّ في المرحلة الأولى، وهي مرحلة الإصغاء الأبرشية، شارك 112 مجلس أساقفة من أصل 114 حول العالم.
من يشارك من الشرق الأوسط في لقاءات الفاتيكان؟
وردت في لائحة المشاركين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل أسماء بطاركة الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحاق، والروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، والسريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، والموارنة بشارة بطرس الراعي، والكلدان لويس روفائيل الأول ساكو، والأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان. كما وردت أسماء مطران البترون للموارنة منير خير الله، ورئيس أساقفة طهران-أصفهان دومينيك ماتيو، والنائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية باولو مارتينيلي، وعشرة شاهدين عن المسيرة السينودسيّة.
من المنظمون الرئيسيّون للمسيرة السينودسيّة؟
أحد المنظمين الرئيسيين هو رئيس أساقفة لوكسمبورغ الكاردينال جان كلود هولريش، البالغ من العمر 64 عامًا، وهو المقرر العام للسينودس. وكان هولريش قد أعلن، في مقابلة أجراها في مارس/آذار الماضي، أنه يعتقد أنّ بإمكان البابا المستقبلي السماح بكهنوت المرأة. ولفت إلى أنه يجد التعليم المسيحي الذي يصف «المثلية الجنسية بالـ"منحرفة بحد ذاتها" مشكوكًا فيه بعض الشيء».
وهناك أيضًا الأمين العام لسينودس الأساقفة وأسقف جزيرة جوزو المالطية السابق الكاردينال ماريو غريش. كان غريش أحد مؤلّفَي مبادئ راعوية مثيرة للجدل وضعها أسقفان مالطيان انطلقت من الإرشاد الرسولي «فرح الحُبّ»، ونصّت على أنّ الكاثوليك المطلّقين والمتزوجين يمكنهم، في حالات معينة وبعد «التمييز الصادق»، الحصول على المناولة. وفي العام الماضي، شجب غريش الانتقادات العلنية لـ«المسيرة السينودسية الألمانية» ووصفها بـ«الإدانة».
ماذا قال البابا فرنسيس عن المسيرة السينودسيّة؟
قال البابا فرنسيس في عيد العنصرة هذا العام إنه يرى الروح القدس ليس فقط «روح الكنيسة» بل أيضًا «قلب السينودسية». ودعا المسيرة السينودسية إلى «وضع الروح القدس في منطلق عمل السينودس وقلبه». وأضاف: «إنّ السينودس المنعقد الآن هو –وينبغي أن يكون– مسيرة وفقًا للروح، وليس برلمانًا للمطالبة بالحقوق والمطالبة بالاحتياجات وفقًا لأجندة العالم. ولا مناسبة للذهاب إلى حيثما تهبّ الرياح، بل فرصة لأن نكون مطيعين لنسمة الروح القدس».
هل هناك صلاة للسينودس؟
أعلن البابا فرنسيس في شهر مايو/أيار الفائت عن تخصيص يوم صلاة في مزارات مريمية بجميع أنحاء العالم من أجل الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة. وطلب الكاردينال غريش من المكرسين والمكرسات الصلاة من أجل سينودس الكنيسة.
وقد نشر منظمو السينودس هذه الصلاة:
«ها إننا أمامك، أيها الروح القدس، مجتمعون باسمك. معك وحدك كي ترشدنا، اجعل من قلوبنا موطنًا لك. علّمنا الطريق التي يجب أن نسير عليها وكيفيّة اتباعها. إننا ضعفاء وخطأة. لا تدعنا نعزز الفوضى. لا تدع الجهل يقودنا إلى الدرب الخاطئ. ولا تدع التحيّز يؤثر على أفعالنا. دعنا نجد وحدتنا فيك، كي نسير معًا إلى الحياة الأبدية ولا نحيد عما هو حق وصواب. نطلبه هذا منك، أنت العامل في كل زمان ومكان، بشركة مع الآب والابن، إلى أبد الآبدين. آمين».
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته