الجمعة 20 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

خاتمة حزينة لمخبزٍ أطعم خلفاء بطرس تسعة عقود

أنجلو أريغوني في مخبزه قبل إغلاق أبوابه/ مصدر الصورة: Catholic News Agency

على بُعد أمتار قليلة من حاضرة الفاتيكان، في شارع بورغو بيو الروماني، فرن يدعى «بانيفيتشو». يملك هذا المخبز أنجيلو أريغوني، ومن منتجاته أكل آخر ثمانية باباوات في الكنيسة الكاثوليكية خبزهم اليومي. 

لكنّ قصة هذا الفرن وصلت اليوم إلى خاتمة حزينة. فبسبب ارتفاع أسعار الطاقة ومع حلول السياح مكان السكان المحليين تدريجيًّا، اضطر «بانيفيتشو» إلى إقفال أبوابه نهائيًّا بعد أكثر من 90 سنة من العمل. 

بدأت قصة فرن أريغوني في البلدة الإيطالية الصغيرة مونزا بالقرب من مدينة ميلانو. فمنها انتقل والد أنجيلو أريغوني إلى مدينة روما في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب حبّه لابنة شرطية رومانية. ولكن لم تكن لديه إمكانيات لفتح مخبز جديد. لذلك طلب المساعدة من عمته. فاشترطت عليه أمرًا واحدًا: شراء محل إضافة إلى شقة في المبنى نفسه على أن يكون مجاورًا للفاتيكان، حتى تقضي شيخوختها هناك بالقرب من مقرّ البابا السكني. وهكذا، بدأت معها مسيرة هذا المخبز.

مخبر «بانيفيتشو». مصدر الصورة: Catholic News Agency

وفي زمن البابا بيوس الحادي عشر، كان الخبز يُنقل من الفرن إلى الشقة الباباوية بصندوق مقفل. وشرح أريغوني لبرنامج «فاتيكانو» الصادر عن الشبكة التلفزيونية للكلمة الأزلية، «إي دبليو تي إن»، أنّ جده ووالده كانا يملكان مفتاحًا للصندوق. فيُوضع خبز البابا المفضل في الصندوق، ثم يُنقَل الصندوق إلى الشقة حيث هناك مفتاح آخر. ودامت هذه العادة طوال حبرية بيوس الحادي عشر.

بعدها، كان البابا يوحنا الثالث والعشرون يطلب خبزًا بزيت الزيتون وكان الاتفاق على أنّه في حال عدم مجيء المبعوث الموثوق من الفاتيكان إلى المخبز، يُنقَل الخبز إلى شقة البابا. ولا يزال أريغوني يتذكّر اليوم عندما زار في طفولته القصر الرسولي حاملًا الخبز إلى الأب الأقدس، فطلب البابا لقاءه. 

أنجلو أريغوني في مخبزه قبل إغلاق أبوابه. مصدر الصورة: Catholic News Agency

وفي خلال حبرية القديس يوحنا بولس الثاني، تواصل المخبز مع الفاتيكان للسؤال عن نوع الخبز الذي يرغب به الأب الأقدس. فلم تكن عائلة أريغوني واثقة من حُبّ البابا البولندي للخبز الإيطالي. يومها، أكّد يوحنا بولس الثاني أنّه يريد تناول الخبز عينه الذي يأكله الموظفون والعمال في الفاتيكان. فراحوا يرسلون إليه خبزًا يُدعى «روزيتي» كونه يشبه الزهرة، أصل اسمه باللغة الإيطالية، ونوعًا من الخبز الروماني يُدعى «تشيريوله». 

وعندما كان بنديكتوس السادس عشر كاردينالًا زار المخبز مرات عدّة في الأسبوع لشراء خبز قمح كامل مرتديًا ثياب الكاهن السّود من دون الشارات الكاردينالية. فلم يعرف أريغوني أنّ الزبون كان كاردينالًا إلى أن حيّاه في إحدى المرات كاهنٌ في المخبز قائلًا له: «حضرة النيافة». 

بعض منتجات فرن «بانيفيتشو» قبل إغلاق أبوابه. مصدر الصورة: Catholic News Agency

وما إن انتُخِب البابا فرنسيس، بدأ أريغوني يبحث عن وصفات الخبز الأرجنتيني ويحاول صنعه. لكنّ فرنسيس طلب من المخبز عدم تحضير خبز خاصّ له بل الاكتفاء بإعطائه أيّ خبز متبقٍّ. 

ومع إغلاق هذا الفرن أبوابه، يُختتم أيضًا جزءٌ من تاريخ روما. فقد ساهم «بانيفيتشو» في إطعام عائلات كثيرة طوال سنوات الكساد الكبير التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته