السبت 7 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

من رئيس عصابة إلى قدّيس يَنشد التوبة حتّى الاستشهاد

أيقونة للقديس موسى الحبشي بريشة جوليا هايز/ Provided by: Avow of conversation-Wordpress/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار مار موسى الحبشي في 28 أغسطس/آب من كلّ عام. هو من كان يمارس أعمال النهب والسطو والقتل، حين كشف له الله عن ذاته تاب من الصميم وعاش حياة الصلاة والصوم حتّى نال إكليل الشهادة.

أبصر موسى النور بين عامَي 330 و340 في جنوب مصر. كان أسود اللون، وقيل أنّه من الأحباش أو قبائل البربر، فعُرف باسم «موسى الحبشي». كان رئيسًا لعصابة قطّاع طرق، ويمارس أعمال النهب والسطو والقتل. على الرغم من كلّ ما اتصف به من رذائل، كان يخاطب الشمس باستمرار كأنّها الإله الحقيقي، طالبًا منه أن يكشف له عن ذاته. حينئذٍ، سمع صوتًا يرشده إلى البرّيّة للقاء الرهبان.

 ولمّا وصل إلى برّيّة شيهيت، التقى القديس إيسيذورس بينما كان يخرج من قلّايته، فأخافه منظره. ثمّ سأله: «ماذا تفعل يا أخي هنا؟» أجابه موسى: «قد سمعت أنك عبد الله الصالح، ومن أجل هذا هربت، وأتيت إليك لكي يخلّصني الإله الذي خلّصك».

ألحّ عليه وهو يذرف الدموع قائلًا له: «أريد أن أكون معك على الرغم من اقترافي خطايا عظيمة». لمّا أحسّ بصراحته وصدق كلامه، أخذه إلى الأنبا مقاريوس الذي اهتمّ به، وبدأ يعلّمه ويرشده برفقٍ، ثمّ منحه نعمة العماد، وسلّمه إلى إيسيذورس كي يتابع تعليمه.

اعترف موسى بكل خطاياه وقبائحه الماضية علانيةً في الكنيسة. لبس إسكيم الرهبنة، وعاش في قلّاية منفردة. وكان الأنبا إيسيذورس يحضّه على الثبات، ويشجّعه على تخطّي التجارب، فانكبّ على الصلاة والصوم وممارسة الإماتات. وقد صنع الربّ على يديه آيات كثيرة. ثمّ ألهمه الروح القدس بمجيء البربر إلى الدير قبل وصولهم، فأخبر الإخوة وطلب منهم الهروب.

سألوه عن نفسه، قائلين: «وأنت أوَلا تريد الفرار معنا يا أبانا؟» فأجابهم: «منذ زمن طويل، أنتظر هذه الساعة لكي يتمّ قول السيّد المسيح: «من يأخذ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ» (مت 26: 52). حينئذٍ، قالوا له: نحن أيضًا لن نهرب بل نموت معك. وهكذا نالوا إكليل المجد عام 408.

لِنُصلِّ مع القديس موسى الحبشي، كي نتعلّم كيف نحتقر كلّ سبب رذيلة يحاول أن يفصلنا عن المسيح، ونحن ننشد سرّ محبّته إلى أبد الآبدين.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته