بيروت, الجمعة 18 أغسطس، 2023
تشكّل علاقة العلم بالدين موضوعًا إشكاليًّا في عالم اليوم. وتدعونا التحولات الاجتماعية، بمختلف أشكالها القِيَمِيَّة والرمزية والمادية إلى إعادة تأسيس العلاقة بين العلم والدين على أرض صلبة.
وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، قدّم د. طوني الحاج، الباحث في العلاقة بين العلم والدين ورئيس الرابطة الثقافية التي تضم شخصيات من جميع الاختصاصات في رعية مار مارون الدورة اللبنانية وصاحب مؤلفات روحية عدّة، إضاءات تجيب عن التساؤلات المعاصرة حول العلم والدين. وعرّف الحاج ماهية الدين والعلم مظهرًا العلاقة بينهما.
الدين هو المحبة
سأل الحاج: «هل المتدين هو من يذهب إلى الكنيسة يوميًّا ويمارس واجباته الدينية؟ أم أنّه الشخص الذي يمارس هذه العادات ويعمل بها في حياته اليومية والعملية؟». فالمفهوم الأساسي للتدين يكمن في المحبة، كما قال المعلم الأكبر السيد المسيح، على حدّ تعبير الحاج.
وأضاف: «إن ماتت المحبة في قلب أي إنسان، ذهب كل عمله أدراج الرياح». وشدد على أنّ سمات المتدين الحقيقي أن يفهم الإنسانية ويعمل بها.
العلم عينان وأُذُنان
روى الحاج قصة أحد العلماء والفلاسفة القدامى، الذي كان على حافة الموت. وحين زار هذا العالم «صديقًا عالمًا مثله، بدأ يتحدث معه عن الحياة. فقال العالم المشرف على الموت: "أريد أن اسألك عن مسألة". فأجابه الصديق: "يا رجل، أنت على حافة الموت وما زلت تحاول أن تتحدث عن العلم". فسأله: "أيهما الأفضل، أن أترك هذه الحياة وأنا جاهل لتلك المسألة أم أن أذهب وأنا عالم عنها؟"».
فالمفهوم العلمي لا ينحصر في حمل الشهادات، على حدّ قول الحاج، بل أن تكون لديك عينان تريان وأذنان تسمعان. فالمتعلم الحقيقي هو الذي يبحث بلا توقّف، بهدف تكوين معرفة في أمور كثيرة وعظيمة.
تكامُل أم تنافُر؟
تابع الحاج: «إنّ علاقة العلم بالدين كعلاقة الإنسان بنسمة الهواء التي يتنشقها. فبداية المعارف كلها، تبدأ بمعرفتي لديني والعمل بتعاليمه حسب الأصول». ولفت إلى أنّ كثيرين من العلماء ظنّوا أنهم فوق معرفة الدين ومفاهيمه، لكنهم في نهاية حياتهم، أقرّوا بأنهم لم يصلوا إلى كل شيء عبر العلم.
وخلص الحاج إلى أنّ «العلاقة بين الدين والعلم يجب أن تكون متكاملة، فعلاقة المتعلّم بالدين تشبه علاقة الأم بطفلها»، لأنّ الطفل لا يتكبر ويدّعي المعرفة المطلقة. وأعلن أنّ التكامل بين العلم والدين هو تكامل حضاري.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته