الاثنين 23 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

منغول شرقي أوروبا يزرعون الكاثوليكيّة في أرض بوذيّة

لوحة للعذراء مريم بحسب النمط المنغولي الكالميكي في كنيسة القديس فرنسيس-مدينة إليستا الروسية/ Provided by: Souheil Lawand/ACIMENA

على نحو قد يبدو غريبًا، يعيش في شرقي أوروبا وتحديدًا بين بحرَيْ قزوين والأسود مؤمنون كاثوليك من شعب الكالميك منغوليّ العرق.

يعتنق هذا الشعب بغالبيته الديانة البوذية. وتشكل أرضه كالميكيا جمهورية من ضمن روسيا الاتحادية. ومع ذلك، بينه أقلية مسيحية ينتمي بعض أفرادها إلى العائلة الكاثوليكية.

مع بداية تسعينيّات القرن الماضي رأى مفكر كالميكي يُدعى ألكسي كيكشايف في أثناء دراسته لمعتقدات مختلفة أنّ الإيمان الحقيقي يكمن في المسيحية الكاثوليكية. فنال كيكشايف سرّ المعمودية وصار أول كاثوليكي كالميكي. وأطلق بعدها حملة تبشيرية واسعة في المنطقة، التقى فيها رئيس كالميكيا طالبًا منه السماح بإنشاء رعية في الجمهورية. فقال هذا الأخير: «ليس هناك سوى كاثوليكي واحد في كالميكيا، لكنني مستعد لمنح الأرض لبناء الكنيسة».

صورة من كنيسة القديس فرنسيس في مدينة إليستا الروسية. Provided by: Souheil Lawand/ACIMENA

وبالفعل، في العام 1994 تشكلت أول رعية كاثوليكية في عاصمة الجمهورية إليستا من قبل الرهبان الفرنسيسكان الديريين المعروفين بنشاطهم الرسولي الراعوي، على مثال مار فرنسيس الأسيزي. فكُرّست الرعية على اسم هذا القديس وأصبحت تابعة لأبرشية القديس كليمنت، المتمركزة في مدينة ساراتوف الروسية. وبعد عامَين، جُمّعت أقسام بناء الكنيسة الكاثوليكية الأولى في المنطقة من الخشب في ألمانيا ونُقِلَت بعدها إلى إليستا ورُكِّبَت في غضون خمسة أيام فقط. 

وفي الوقت الحالي لا يخدم الرعية كاهن مقيم وثابت، إنما يأتي أسبوعيًّا كاهن من إحدى المدن القريبة للاحتفال بالذبيحة الإلهية. ومن هؤلاء الأب البولندي فالديمار ماتسكيفيتش الذي شرح لـ«آسي مينا» أنّ هناك كالميك مهتمين بالكتاب المقدس وبالمسيح، لكنّ قلّة منهم تجرأت على التحوّل إلى المسيحيّة، وذلك بسبب تزامن انتشار الحضور الكاثوليكي مع إعادة إحياء الهوية والثقافة القومية للبلاد المختلفة عن العالم الكاثوليكي. وقد تعزز هذا الأمر عند مجيء الدالاي لاما إلى المدينة، وبناء أكبر معبد بوذي في أوروبا أمام الكنيسة مباشرة. 

صورة من كنيسة القديس فرنسيس في مدينة إليستا الروسية. Provided by: Souheil Lawand/ACIMENA

وأضاف ماتسكيفيتش: «الكاثوليك هنا عائلة متماسكة. ففي كلّ عيد ديني أو شخصي مثلًا يجتمعون إلى مائدة محبة بعد القداس. وهناك مؤمنون من جنسيات مختلفة يقدّمون نموذجًا عن الكنيسة الكاثوليكية بصورة مصغرة».

من جهتها، قالت ديكلارا ألبيرتا تيريزا، سيدة إيطالية مقيمة في إليستا، لـ«آسي مينا»: «أتيت إلى روسيا منذ نحو 30 عامًا، مرسَلَة من منظمة البابا يوحنا الثالث والعشرين الخيرية. وفي العام 2009، افتتحنا في المدينة (إليستا) مركزًا تابعًا للرعية أتولّى إدارته، يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة لمن تزيد أعمارهم على 18 عامًا. وفي رعيتنا أيضًا مشروع "البيت" المخصص للمحتاجين ممن ليس لديهم معيل أو عائلة. نحاول أن نخلق لهم جوًّا عائليًّا يُشعرهم بأنّهم محبوبون ومهمّون للمجتمع».  

تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس يولي منطقة وسط آسيا ومن ضمنها منغوليا أهمية كبرى. فهو أعطى في أغسطس/آب 2022 النائب الرسولي في منغوليا المطران الإيطالي جورجيو مارينغو اللقب الكاردينالي. كما من المقرر أن يزور الأب الأقدس البلاد بين 31 أغسطس/آب الحالي و4 سبتمبر/أيلول المقبل.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته