الهند: قوميّون هندوس يطالبون بتوقيف كاهن كاثوليكي

غوا, الأحد 13 أغسطس، 2023

قضيّة جديدة مصبوغة بطابع ديني تطفو أخيرًا على سطح الساحة الهنديّة. ففي ولاية غوا الهندية، مُنِح كاهن كاثوليكي «كفالة استباقيّة» في 8 أغسطس/آب الجاري بعد تسجيل قضية جنائية في حقّه بتهمة «إيذاء مشاعر الهندوس». وبموجب هذه الكفالة يُسمح بإطلاق المتّهم من حجز الشرطة حتى لو اعتُقِل بتهمة جريمة مزعومة.

وتأتي هذه التهمة في أعقاب عظةٍ للأب بولماكس بيريرا، كاهن رعية القديس فرنسيس كزافييه في تشيكاليم بأبرشية غوا، حول ملك هندوسي.

وقال بيريرا، في خلال قداس في يوليو/تموز الفائت نُشِر على «يوتيوب»، إنّ ملك القرن السابع عشر شاتراباتي شيفاجي ماهراج «كان بطلًا وطنيًّا ولكنه ليس إلهًا».

وردًّا على هذا الكلام، نظمت جماعات قوميّة هندوسية تظاهرات أمام مركز الشرطة، مطالبةً بتوجيه اتهامات جنائية ضد بيريرا. ونشرت هذه الجماعات كلام الكاهن الكاثوليكي على وسائل التواصل الاجتماعي ودعت أنصارها إلى التظاهر والمطالبة باعتقاله بتهمة إساءته إلى «مشاعرهم الدينية».

ونقلت صحيفة «إنديان إكسبرس» عن بيريرا تعليقه على التهمة: «هناك أشخاص قليلون يعدّون شيفاجي إلهًا. نعم، إنه بطل وطني. يجب أن نكرمه ونحترمه لما فعله، وللمعارك التي خاضها لحماية شعبه... من أجل هذا كلّه يستحق الاحترام. إنه بطل، لكنه ليس إلهًا...». وتابع: «يجب أن نجري حوارًا مع إخواننا الهندوس ونسألهم: "هل شيفاجي إلهكم، أم بطل وطني؟" إذا كان بطلًا وطنيًّا، فلنتركه على هذا النحو. لا تجعلوه إلهًا. يجب أن نفهم وجهة نظرهم. إذا عشنا في الخوف، فلن نتمكّن من الارتقاء مجددًا».

كما نُقل عن بيريرا قوله إنه «صُدم» عندما علم أنّ عظته «اجتُزئت بشكل انتقائي لتُظهر جانبًا واحدًا من التصريح مقابل تجاهل الجزء الآخر الذي يمجّد فيه شجاعة شيفاجي مهاراج وبطولاته، ودوره في حماية شعبه ومملكته ومواجهته الغزاة بشراسة». وأكّد أنّ إغفال جزء من كلامه يهدف «إلى التحريض وزرع العداء بين المجتمعات».

وكانت الشرطة قد ذكرت في المحكمة الابتدائيّة أنّ «الأب بولماكس بيريرا ليس مطلوبًا رهن الاحتجاز في ما يتعلق بالقضيّة المُسجّلة ضدّه». وبعد رد الشرطة هذا، قبلت المحكمة التماس الكاهن الحصول على «الكفالة الاستباقية» في القضية المرفوعة ضده.

تجدر الإشارة إلى أنّ غوا مستعمرة برتغالية سابقة. تقع على الساحل الغربي للهند، وقد بشر فيها القديس فرنسيس كزافييه، وحُفِظ رفاته في إحدى أبرز كنائسها «بازيليك يسوع بوم». هذا ويتراجع عدد المسيحيين فيها، ومعظمهم من الكاثوليك، بشكل مطّرد ليشكّلوا اليوم ربع سكان البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة.