6 أشهر على زلزال تركيا وسوريا… الوجع يتعمّق والإعانة تصمد

حلب, السبت 12 أغسطس، 2023

في ليل 5 و6 فبراير/شباط ضرب تركيا وسوريا زلزال مدمّر نكب الملايين من مواطني البلدين. وبعد مرور ستة أشهر على الهزّة العنيفة، لا تزال مؤسّستا كاريتاس في البلدين تعملان على مساعدة المنكوبين. 

فقد تخطى عدد الضحايا في تركيا الـ50 ألف شخص ووصل عدد المشردين إلى 3 ملايين نسمة، في حين يُقدّر عدد المتأثرين بالكارثة بـ9 ملايين شخص. وكانت كاريتاس تركيا عبر مكاتب كاريتاس الأناضول قد هرعت لمساعدة المنكوبين. 

وفي الأشهر الأخيرة أُمِّنَت المساعدات لقرابة 15 ألف شخص بينهم 6 آلاف طفل. وقد تضمّنت المساعدات أكثر من 26 ألف وجبة طعام و5 آلاف حصة غذائية، بما فيها تلك المخصصة للأطفال. وأسهمت استجابة المتبرعين السريعة وتعاون 34 منظّمة تابعة لكاريتاس الدولية في توسيع رقعة المساعدات إلى أكبر عدد ممكن. 

وساعدت كاريتاس تركيا المحتاجين بلا تمييز ديني أو سياسي. وتأتي هذه المساعدات في وقت تسهم الدولة التركية أيضًا في نقل المنكوبين من الخيم والحاويات إلى مخيمات رسمية تضمن دعمًا إنسانيًّا أكثر ديمومة لهم. وتُقدّر نسبة القاطنين في مساكن موقتة اليوم بـ90 في المئة من إجمالي المشردين. 

سوريا ليست أفضل حالًا

أما الحالة السورية فليست أفضل بكثير. فقد ضرب الزلزال بلادًا دمّرتها 12 سنة من الحرب. ومنذ الساعات الأولى اللاحقة للزلزال تحرّكت مؤسسة كاريتاس سوريا عبر مكاتبها في المنطقة لتوزيع المأكل والمشرب ومعدات النظافة الشخصية والأغطية. 

وبعد شهر على الهزّة العنيفة، كانت المساعدات قد وصلت إلى 11 ألف شخص. وتمكّنت كاريتاس سوريا من المساهمة في إعادة فتح بعض المدارس ودفع تكاليف إيجارات الفئات الأكثر حاجة. لكن، لم يتمكن آلاف المشردين بعد من العودة إلى أماكن سكنهم. هذا وتعقّد العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بسبب الحرب المشهد المعيشي.

يُذكر أنّ الكنيسة لم تحصر هباتها في سوريا بالمساعدات العينية. فقد استقبلت في حلب على سبيل المثال مئات المسيحيين النازحين بالمباني الكنسية وقدّمت الدعم النفسي للمحتاجين ودورات لإدارة الأزمات لرجال الدين، وغيرها.