زحلة, الجمعة 11 أغسطس، 2023
أبدع في عالم الفنّ المقدس. تعلّم الفسيفساء في روما وبلجيكا فملأ المؤمنين استنارةً ببهاء وجوه القديسين المطبوعة في الحجر. فضّل أيقونات الحجر على تلك المكتوبة على الخشب، لأنه أراد ديمومة أكبر لوجوه سكان السماء في كنائس سكان الأرض.
إن دخلتَ محترفه الفني في مدينة زحلة اللبنانية، أبهرك لون الورد الأحمر في فسيفساء لقديسة الكرمل الصغيرة تريزا الطفل يسوع، فتظنّ للحظة أنّه ورد حقيقي. ومتى جال نظرك في المحترف، طوّقتك وجوه السماويين. فهنا، عينا الراعي الصالح تجتذبان عينَيْك إلى الأبدية. وهناك، وجه المسيح المصلوب يطبع الخلاص على وجهك. وهناك أيضًا، العذراء مريم المباركة والقديسان ريتا وأنطونيوس البدواني وغيرهم.
إنه الأب إيلي صادر الذي عاد إلى لبنان منذ 25 سنة ليشتري قطعة أرض ويشيّد عليها ديرًا للربّ يسوع الفادي في زحلة، مُعطيًا أملًا جديدًا لسكان المنطقة وسط سوداوية تسعينيات ما بعد الحرب الأهلية. يشرح صادر في حديث خاص إلى «آسي مينا» السرّ والسبب وراء تكريس جزء من وقته لهذا الفنّ المقدس.
أشار صادر إلى أنّ الحياة الرهبانية تتطلب أن يملأ المكرّس وقته بالصلاة أو الدراسة أو البحث أو العمل. وهو قد اختار العمل في الفسيفساء. وأكّد أنّ أعظم هبة يحصل عليها الإنسان هي أن يكون عاملًا وخلوقًا. فما يتطلب أسابيع أو أشهرًا من الرسم والتنفيذ الفني هو للنمو الروحي وليس للتجارة.
وفسّر صادر أنّه يعبّر عن روحانيته من خلال هذه الأيقونات المليئة بالمعاني اللاهوتية. وشدّد على أنّ هناك ثلاث عقائد وأسرار إلهية على الجميع أن يعرفها وهي: التجسّد والفداء والثالوث الأقدس. فالأيقونة ليست للجماليّات، على حدّ تعبيره، لأنّ كلّ تفصيل فيها يقود إلى الأعماق الروحية.
هذا ما تختبره في أعمال صادر الفنية. عندما تشاهد جمال أيقوناته تحلم بنسخة جديدة من العالم. فهو على حدّ قول البابا فرنسيس للفنانين «حليفٌ لحلم الله». عبره، تدخل الكنائس عيون القديسين محدّقةً بالمؤمنين. ومن خلاله، تلتحف الجدران بهاءً يجذب القريبين والبعيدين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته