لقاء الشبيبة الكاثوليكية السورية... أملٌ جديد لشعب جريح

معرّة صيدنايا, الجمعة 4 أغسطس، 2023

بعد أربعة أشهر من التحضيرات والعمل الدؤوب، انطلق لقاء الشبيبة الكاثوليكية السورية في معرة صيدنايا بسوريا متحدّيًا جميع الصعوبات العاصفة بالبلاد. 

من قلب جميع محافظات سوريا تقاطر قرابة 1000 شابة وشاب مسيحي إلى دير مار الياس الحي لتجديد صلتهم بالله، في الفترة الممتدة من 2 حتى 5 أغسطس/آب الحالي، تزامنًا مع الأيام العالمية للشبيبة في مدينة لشبونة البرتغالية. وللوقوف على أبرز محطات اللقاء السوري، أجرت «آسي مينا» حوارًا مع كاهن رعية سيدة دمشق والمنسّق العام للقاء الأب أنطونيوس رأفت أبو النصر. 

استهلّ أبو النصر حديثه بطرح إشكالية إهمال الإيمان لدى فئة الشباب كمعضلة أساسية يعالجها اللقاء. ولفت إلى حال نفوس الشبيبة السورية المحطَّمة بسبب ما عاشته في السنوات الماضية ما أدى إلى فقدانها بوصلة شغفها بإيمانها. وأشار إلى أنّ الهجرة أصبحت هدف كلّ شاب وشابة. 

وعبّر أبو النصر عن امتنانه للشبيبة القادمة من منطقة الجزيرة وإعجابه بنشاطها وحيويتها. فهؤلاء الأشخاص، لأسباب أمنية، تكبّدوا مشقّة أكثر من 16 ساعة سفر للوصول إلى دير مار الياس الحي. كما نوّه أبو النصر بغنى برنامج اللقاء الذي يتضمّن ورش عمل تتناول قضية إحياء إيمان الشبيبة بمساعدة اللجنة الثقافية والاجتماعية، وبإشراف سليمان كاسوحة الاختصاصي في علم النفس. 

وسلّط أبو النصر الضوء على مسيرة حجّ مريمي تلت فيها الشبيبة المسبحة الوردية، بينما سارت في سهل صيدنايا مكرِّمةً والدة الإله وطالبةً شفاعتها. وشاركت الشبيبة بعد الحجّ في جلسة مع شخصيات سورية مؤثرة ذات خلفيات متنوعة، منهم فنانون وسياسيون وغيرهم. 

وختم أبو النصر حديثه عبر «آسي مينا» قائلًا: «من دمشق الياسمين، نؤكد أنّ حضورنا المسيحي في سوريا ليس مجرد ضيافة فنحن مهد المسيحية. والكنيسة من دون شبيبتها كنيسة من دون مستقبل».

يُذكَر أنّ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي شارك مع الشبيبة في نشاطات مساء أمس. وفي يوم افتتاح اللقاء في 2 أغسطس/آب الحالي حضر السفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري. وشارك في الافتتاح أيضًا نحو 60 كاهنًا وراهبًا وراهبةً.