روما, الأربعاء 26 يوليو، 2023
طلب المدعي العام في الفاتيكان أليساندرو ديدي اليوم سجن الكاردينال الإيطالي أنجلو بيتشو مدة سبع سنوات وثلاثة أشهر.
ويأتي ذلك في معرض محاكمةٍ انطلقت منذ قرابة سنتين في حاضرة الفاتيكان يُلاحَق فيها عشرة أشخاص من بينهم بيتشو وموظّفون فاتيكانيّون وسمساران عقاريّان إيطاليّان وغيرهم بتُهم الاختلاس والاحتيال وغسل الأموال والابتزاز. وطلب المدعي العام من المحكمة سجن المتهمين العشرة لسنوات عدة تصل إلى 73 عامًا وشهر، وتغريمهم ماليًّا، ومنعهم من ممارسة صلاحياتهم الإدارية.
سبب المحاكمة
دُعِيَت هذه المحاكمة بـ«التاريخية» كونها المرة الأولى التي يُلاحق فيها كاردينال من مدّعٍ عام تابع للكنيسة في التاريخ الحديث. وهي ترتبط بشكل أساسي بعملية شراء وإدارة مبنى في لندن بقيمة 200 مليون دولار أجرتها أمانة سر دولة الفاتيكان. وقد انكشفت في هذا الاستثمار خسائر تقارب المئة مليون دولار.
رد محاميَي بيتشو
أكد فابيو فيجيلوني وماريا كونتشيتا مارزو، محاميا بيتشو، براءة موكّلهما ووفاءه الدائم للكنيسة. واعتبرا أنّ مطالب المدعي العام لا تأخذ في الاعتبار مجريات المحاكمة التي تُظهر براءة الكاردينال التامة في ما خصّ مبنى لندن وجميع التهم الأخرى. وشدّدا على أنّ الحُكم ولو بيومٍ واحد من السجن غير عادل بحق موكّلهما. ولفتا إلى أنّ بيتشو تألم بصمت ودافع عن نفسه في خلال الجلسات التي شارك فيها جميعها.
من هو الكاردينال بيتشو؟
الكاردينال أنجلو بيتشو هو الرئيس السابق لمجمع دعاوى القديسين المعني بفحص ملفات التطويب وإعلان القداسة في الفاتيكان. يخضع اليوم للمحاكمة بسبب سلطته ومسؤولياته يوم كان يتبوأ منصب «البديل» في أمانة سر حاضرة الفاتيكان، وهو أحد أرفع المناصب في الإدارة المركزية للدولة. وفي تلك الفترة من خدمته أجرت الأمانة التي يعمل فيها العملية الاستثمارية.
وكان البابا فرنسيس قد قبل استقالة بيتشو في 24 سبتمبر/أيلول 2020 من رئاسة المجمع ومن «حقوقه الكاردينالية». ما يعني أنّ بيتشو لا يَنتَخِب ولا يُنتَخَب بابا في حال انعقاد كونكلاف، أي مجمع انتخابي باباوي. ومع ذلك، دعا فرنسيس بيشتو في أغسطس/آب 2022 إلى المشاركة في اجتماع لكرادلة العالم في الفاتيكان، تناقش في خلاله المشاركون مع الأب الأقدس بإصلاح الكوريا الرومانيّة، أي الإدارة المركزية للدولة، وهو ما أنجزه الحبر الأعظم بالفعل.
إصلاحات البابا فرنسيس المالية
تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس قد جرّد أمانة سر حاضرة الفاتيكان من رقابتها على عملياتها الاستثمارية الخاصة في العام 2020 بسبب هذه الفضيحة. وهو يبذل جهودًا ويُدخل إصلاحات إلى الكوريا الرومانية لقطع الطريق على أي فساد مالي. ومن هذه الإجراءات الاحترازيّة، إطلاقه سياسة موحَّدَة من أجل الاستثمارات المالية لدوائر الدولة تشرف عليها إدارة خيور الكرسي الرسولي، والطلب من جميع الدوائر الفاتيكانية نقل حساباتها المالية إلى «مؤسسة الأعمال الدينيّة» المعروفة ببنك الفاتيكان، وغيرها.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته