كيف أدرك القديس فوقا اقتراب ساعة استشهاده؟

بيروت, الأحد 23 يوليو، 2023

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس فوقا في تواريخَ مختلفة، منها 23 يوليو/تمّوز من كل عام. هو من اهتدى إلى الديانة المسيحيّة وترك عبادة الأوثان، سائرًا في طريق المسيح حتى الاستشهاد. 

وُلِدَ فوقا في مدينة سينوبي على ضفاف البحر الأسود في القرن الأوّل. نشأ في أسرة وثنيّة، وكان والده بامفيلوس يعمل في بناء المراكب، وأمّه تُدْعَى مريم. حين اهتدى إلى الديانة المسيحيّة، تخلّى عن عبادة الأوثان، وسار في طريق الإيمان القويم، ثمّ نال سرّ العماد، متسلّحًا بنعمة الروح القدس التي فاضت عليه بصنع المعجزات. رُسِمَ أسقفًا على مدينة سينوبي في البنطوس، فأدار شؤون رعيّته بحكمة وغيرة على وديعة الإيمان الحقّ حتى ذاع صيته في الشرق والغرب. 

في أحد الأيّام، بينما كان فوقا يبشّر بكلمة المسيح ويحضّ الناس على التوبة واتّباع الراعي الصالح لنيل الخلاص، حضرت مجموعة من جنود الحاكم أفريكانوس وألقت القبض عليه. لمّا وصل فوقا إلى مقرّ الحاكم، أمره بتقديم السجود للأوثان، فأجابه: «أنا لا أركع إلا لربّي وإلهي يسوع المسيح». حينئذٍ، عرف فوقا أحقر أنواع العذاب. ثمّ حدثت في المكان زلزلة عنيفة، فأُصيبَ الحاكم وجنوده بالرعب الشديد. أشفق فوقا على حالهم، وصلّى للمسيح من أجلهم حتى استعادوا السلام والطمأنينة. عندئذٍ، حرّر الحاكم فوقا من قيوده وتركه يذهب في حال سبيله. 

عاد بعدها فوقا إلى رعيّته، وتابع رسالته التبشيريّة بغيرة وأمانة على ملك يسوع ربّ الأرباب إلا أنّ ذلك الواقع لم يستمرّ طويلًا، فسمع فوقا في الأعماق صوتًا يقول له: «إن كأسًا قد أُعِدَّت لك، وعليكَ الآن أن تشربها». عندئذٍ، أدرك أنّ ساعة استشهاده قد دنت. بعد أيّام عدّة، أتى جنود الحاكم وقبضوا عليه من جديد. ظلّ ثابتًا في إيمانه بالمسيح، فضُرِبَ وسُجِنَ، ووُضِعَ في حمّام زائد السخونة إلى أن رقد بعطر القداسة في الربع الأوّل من القرن الثاني. وصنع الربّ على يده الكثير من المعجزات. 

أيّها المسيح، علّمنا أن نتبعك على مثال القديس فوقا، حاملين شعلة الإيمان القويم حتى الرمق الأخير.