بيروت, الأحد 16 يوليو، 2023
احتفلت رعايا لبنان اليوم بعيد القديس شربل مخلوف، ولا سيّما بقاعكفرا مسقط رأسه وعنّايا حاضنة جثمانه، بقداديس ومسيرات وتبرّك بذخائره.
أقامت رعيّة بقاعكفرا مجموعة من النشاطات، استُهلّت بتساعية يوم الجمعة الماضي وما زالت مستمرة حتى اليوم. وقد طرأ تغيير على احتفالات البلدة إثر الحادثة الأليمة التي حصلت في القرنة السوداء إذ أعلن رئيس بلديّتها إيلي مخلوف في بيان إلغاء كل المظاهر الاحتفاليّة المفرحة وحصرها في القداديس والصلوات والتأمّلات الروحيّة، تضامنًا مع أهالي بشرّي.
هويّة مار شربل ورسالته
في سياق متصل، تناول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه اليوم القداس الإلهي في الديمان، الهويّة المسيحانيّة ورسالة القديس شربل، موضحًا أن هذه الهويّة ظهرت في حياته الرهبانيّة والكهنوتيّة والنسكيّة في رحاب الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وأنها سطعت بالفضائل الإلهيّة أي الإيمان والرجاء والمحبّة، وبنذوره الرهبانيّة الثلاثة أي الطاعة والعفّة والفقر.
وقال: «إن الكنيسة شهدت في دعوى تطويبه وتقديسه أنّه عاش ببطولة هذه الفضائل الإلهيّة والنذور الرهبانيّة، وما اشتقّ منها من فضائل روحيّة وإنسانيّة. أمّا الرسالة المسيحانيّة، فعاشها صلاةً وأعمالًا وضيعة تقشّفيّة في دير مار مارون-عنّايا مع الجماعة الديريّة مدّة 16 سنة، وعاشها موتًا كاملًا عن العالم في صومعة القديسَيْن بطرس وبولس على قمّة عنّايا طوال 23 سنة حتى وفاته ليلة عيد الميلاد في 24 ديسمبر/كانون الأوّل 1898».
واستنتج: «الله في سرّ تدبيره وزّع ثمار حياته الخفيّة على حاجات الكنيسة ورسالتها المسيحانيّة»، خاتمًا عظته بقوله: «لا شكّ عندنا في أن يد الله الخفيّة هي التي تحمي لبنان من السقوط، بتشفّع أمّنا مريم العذراء، سيّدة لبنان، ومار شربل وسائر القديسين والطوباويين أبناء هذا الوطن الصغير بحجمه، والكبير بهم، وبحضارة شعبه واختبارات تاريخه. وإنّا في حضرة القديس شربل، نجدّد هذا الإيمان بالله، رافعين لله كل مجد وتسبيح وشكر، الآن وإلى الأبد».
كما ترأس الراعي أمس القداس الإلهي في الكنيسة الخارجيّة لدير مار حوشب الأثري في بقاعكفرا، احتفالًا بعيد القديس شربل.
عنّايا تحتفل بالقداديس والمشاعل
في عنّايا، حاضنة جثمان القديس شربل، أقيمت قداديس متتالية منذ ليلة عيده حتى اليوم، فضلًا عن تنظيم مسيرة بالمشاعل من دير مار مارون حتى محبسة القديسَيْن بطرس وبولس.
تدشين كنيسة مار شربل في إهدن
إلى ذلك، دشّن الراعي كنيسة مار شربل في إهدن، في خلال ترؤسه القداس الاحتفالي، بمعاونة النائب البطريركي على رعيّة إهدن-زغرتا المطران جوزف نفّاع، وبمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة، وبحضور رهبان وراهبات ورؤساء أديرة وحشد من المؤمنين.
وتناول الراعي في عظته أهمّية الكنيسة الجديدة، واصفًا إيّاها بـ«علامة إيمان كبير» من جانب مقدّمها حميد فرنجية وزوجته فافي منصور يمّين.
وتحدّث عن التقارب وأوجه الشبه بين تاريخ أهالي إهدن وحياة القديس شربل، لافتًا إلى أن عائلة مخلوف هي من العائلات الإهدنيّة العريقة، وأنها أعطت البطريرك القديس يوحنا مخلوف.
كما قال إن القديس شربل ينتمي إلى الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي أسّسها البطريرك المكرّم إسطفان الدويهي في دير مورت مورا في إهدن عام 1695.
وتوجّه إلى أهالي إهدن بالقول: «ها نحن اليوم، ننضمّ إلى بطاركتكم التسعة وأساقفتكم الستة والأربعين وكهنتكم الكثيرين ونسّاككم الستة وعشرين ناسكًا وناسكتَيْن، فنسير مع القديس شربل مخلوف في مسيرة تصاعديّة غايتها القداسة».
وأضاف: «الكنيسة التي يريدها الله في النهاية هي الكنيسة البشريّة التي تؤلّف جسد المسيح السرّي. رأس هذا الجسد هو المسيح، وروحه الروح القدس، وأعضاؤه هم المؤمنون، شريعته المحبّة والحقيقة، وغايته بناء ملكوت الله على أرضنا، أي الإتحاد العمودي مع الله، والوحدة الأفقيّة مع جميع الناس».
وتابع: «بتكريسنا الآن كنيسة مار شربل الحجريّة بالميرون، نحن مدعوّون لنفتح قلوبنا ونفوسنا لتكريسها هيكلًا لله، نجدّد به تكريسنا الأوّل بزيت المعموديّة والميرون. فلينعكس جمال كنيسة مار شربل هذه في جمال نفوسنا وقلوبنا، وجماعاتنا المؤمنة التي تلتئم كل يوم أحد لتؤلّف جسد المسيح».
وخلص الراعي إلى القول: «إيماننا، على مثال إيمان بطرس والقديس شربل، صامد في كل ما هو حقّ وعدل. لا نشكّ ولو للحظة في أن المسيح الربّ هو سيّد التاريخ، لا البشر مهما علوا واستعلوا. وحده يسوع السيّد يصل بنا إلى الغلبة. له المجد مع الآب والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين».
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنبعد عظته، كرّس البطريرك الماروني المذبح ودهنه بالميرون المقدّس، وسط قرع الأجراس.
وبعد القداس، أُزيحت الستارة عن نصب للقديس شربل عند المستديرة الجديدة قرب الكنيسة.
تجدر الإشارة إلى أن المعجزة الأخيرة التي حصلت بشفاعة القديس شربل سُجِّلَت في دير مار مارون-عنّايا، مُرْفَقَة بالتقارير الطبّية، في 13 يوليو/تمّوز 2023.
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته