أسّيزي, الاثنين 26 يونيو، 2023
إذا زرتَ يومًا مدينة أسيزي الإيطاليّة، ستدرك أن ثلاثة قديسين وطوباويًّا حدّدوا الخطوط العريضة الأساسيّة لتاريخها عبر العصور. وهم اليوم يستقطبون الحجّاج من كل أقطار العالم إلى ضريحهم. فمن هم هؤلاء الأبرار الأربعة؟
منذ عصر آباء الكنيسة، بالتحديد منذ أوائل القرن الخامس، احتضنت المدينة ضريح القديس روفينو، أوّل أسقف عليها. جال روفينو في وسط إيطاليا، مبشّرًا بالإيمان المسيحي. قتله أسباسيو حاكم أسيزي بسبب تمسّكه بالمسيح، رابطًا حجرًا على عنقه وراميًا إيّاه في نهر. أعاد بعدها المؤمنون جثمانه إلى المدينة. أثّر روفينو في سكان المنطقة لفترات طويلة، ملهمًا إيّاهم التضحية من أجل الحياة المسيحيّة.
في القرن الثاني عشر، وُلِدَ مار فرنسيس في أسيزي. انغمس بدايةً في الخطيئة، راغبًا بأن يصير فارسًا، لكنّه تاب واهتدى إلى ممارسة إيمانه المسيحي. فاعتنق الزهد والفقر، متأمّلًا بالمسيح الفقير والمصلوب. جال في المدن والقرى الإيطاليّة، مبشّرًا بالإنجيل، وعُرِفَ باسم «فقير أسيزي». تبعه آلاف الرجال، منضمّين إلى رهبانيّته التي اتّخذت اسم الإخوة الأصاغر. أسّس رهبنة للعلمانيين الذين رغبوا في الانضمام إلى روحانيّته من دون أن يتخلّوا عن عائلاتهم. يقع ضريحه اليوم في بازيليك كُرِّسَت على اسمه بالمدينة التي اشتهرت أكثر فأكثر مع انتشار صيت قداسته.
جذبت المدينة الاهتمام أيضًا مع القديسة كلارا التي تبعت فرنسيس في عيش الزهد، ووُلِدَت رهبانيّة عُرِفَت لاحقًا بالكلاريس. اعتنقت كلارا الحياة التأمّليّة والمحصّنة في دير القديس داميانوس في أسيزي. كانت أوّل امرأة تكتب قانونًا لرهبانيّتها في تاريخ الكنيسة. اعتبرت نفسها «غرسة فرنسيس الصغيرة». ضريحها اليوم موجود في البازيليك المكرّسة على اسمها في المدينة.
أمّا في العام 2020، فأُعْلِنَ الشاب كارلو أكوتيس طوباويًّا. وُلِدَ كارلو في العام 1991. أحبّ كرة القدم والتسلية مع الأصدقاء والطبيعة والحيوانات وألعاب الفيديو والعزف على الساكسوفون ومشاهدة الأفلام البوليسيّة. شارك في الأسرار المقدّسة وصلّى المسبحة الورديّة. استخدم معرفته التكنولوجيّة لنشر عبادة سرّ القربان المقدّس. توفّي في العام 2006 عن عمر 15 عامًا، وضريحه موجود اليوم في كنيسة القديسة مريم الكبرى في أسيزي.
من خلال هؤلاء القديسين والطوباوي، تختصر أسيزي اليوم مراحلَ كبرى من تاريخ القديسين، وتُظهر أمثلة عن بلوغ القداسة في الحياة على اختلاف أوجهها، سواء أكانت الحياة المكرّسة أم العلمانيّة: فروفينو نال سرّ الكهنوت، وفرنسيس وكلارا عاشا الحياة المكرّسة، وكارلو وصل إلى القداسة في الحالة العلمانيّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته