زغرتا, الجمعة 23 يونيو، 2023
في خطوة جديدة أعادت البطل اللبناني يوسف بك كرم إلى واجهة الاهتمام، أصدر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مرسومًا بطريركيًّا عيّن بموجبه لجنة مؤلفة من أساقفة وكهنة لدرس إمكانيّة فتح دعوى تطويبه.
وجاء في المرسوم البطريركي ما يلي:
«بناءً على طلب أخينا المطران جوزف نفّاع، نائبنا البطريركي العام في إهدن-زغرتا، مع كهنة الرعايا بتاريخ 7 حزيران 2023 ملتمسين السماح لدرس إمكانيّة فتح دعوى تطويب يوسف بطرس بك كرم (1823-1889) المتوفّي في رائحة القداسة.
بعد تداول آباء السينودس المقدّس هذا الأمر، كان القرار بإنشاء لجنة تدرس هذه الإمكانيّة، وتقدّم لنا تقريرها في الوقت المناسب.
فإنّنا بناءً عليه،
نعيّن لجنة مؤلفة كالآتي:
-المطران جوزف نفّاع رئيسًا.
-المطران حنا علوان، خبيرًا في قوانين دعاوى القديسين.
-المطران ناصر-مارون الجميّل، اختصاصيًّا في تاريخ الكنيسة.
-المطران جوزف معوّض، اختصاصيًّا في اللاهوت.
-الأب الياس الجمهوري، اختصاصيًّا في الروحانيّات.
-المونسنيور إسطفان فرنجيه، ممثّلًا كهنة إهدن-زغرتا.
نسأل الله أن يبارك عمل هذه اللجنة، ويكشف إرادته المقدّسة بشأن فتح الدعوى.
مع صلاتي وبركتي الرسوليّة».
من هو يوسف بك كرم؟
وُلِدَ يوسف بك كرم في إهدن في مايو/أيّار 1823. والده الشيخ بطرس كرم، ووالدته مريم ابنة الشيخ أنطونيوس أبي خطار العينطوري.
تعلّم كرم اللغات العربيّة والسريانيّة والفرنسيّة والإيطاليّة. تميّزت حياته بالتقوى والالتزام الكنسي منذ صغره، فكان يصلّي على الدوام، ويشارك في القداس عند الصباح الباكر، ويتلو المسبحة الورديّة ساجدًا. كما اهتمّ بحمل ذخيرة عود الصليب المقدّس في عنقه.
انكبّ على تحصيله العلمي، وبات ملمًّا بالشؤون الدينيّة والأدبيّة والعلميّة والتاريخيّة. كذلك، تعلّم الفروسيّة على يد الشيخ عماد الهاشم العاقوري.
في العام 1845، تصدّى يوسف، ابن الـ23 ربيعًا، للجيش العثماني الذي حاول نزع سلاح الأهالي في الشمال اللبناني بالقوّة، وانتصر عليه، وحصل على كمّية كبيرة من السلاح والذخائر، فوضعت الدولة مكافأة لمن يأتي به حيًّا أو ميتًا.
لمّا بلغ كرم هذا الخبر، نزل إلى طرابلس، ودخل مقرّ القائد العثماني فيض الله أفندي، ووقف أمامه قائلًا: «بلغني أنك وضعتَ جائزة لمن يأتيك برأسي أو يأتي بي إليك حيًّا، فها أنا بين يديك. افعل ما تشاء على أن تأمر بتوزيع الجائزة على الفقراء». حينئذٍ، سأله القائد: «ما الذي دفعك إلى العصيان؟». أجاب كرم: «علمتُ بأن الجنود متوجّهون نحونا لجمع السلاح بالقوّة، وبلغني أنهم سيعتدون على الأهالي ويهينون الكهنة والكنائس. فحملني حبّ بلدي وشعبي والنفور من الظلم على أن أفعل ما فعلته». عندئذٍ، أُعجب القائد بجرأة كرم، فعفا عنه وصرفه مكرّمًا.
في 8 ديسمبر/كانون الأوّل 1845، أسّس كرم أخويّة الحبل بلا دنس، واختار شعارها «فليكن مباركًا الحبل بسيّدتنا مريم العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة». أعدّ كرم الرياضات الروحيّة، وشدّد على ضرورة التحلّي بالحشمة، ولا سيّما لدى دخول الكنيسة.
في 15 مارس/آذار 1857، وكّله أهالي إهدن والجبّة ليصبح حاكمًا على المنطقة.
في العام 1858، عندما ثار طانيوس شاهين والفلاحون في كسروان على أصحاب الأملاك والمشايخ وآل الخازن، طلب البطريرك الماروني بولس بطرس مسعد من كرم التدخّل لإنقاذ المشايخ وإعادة السلام إلى المنطقة. وصل كرم والثوّار إلى تسوية للنزاع وسط استمرار الانقسامات الإقطاعيّة في كسروان.
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنفي العام 1860، عُيِّنَ كرم وكيل قائمقاميّة المسيحيين في جبل لبنان.
خاض معارك كثيرة ضد الجيش العثماني، أبرزها معركة بنشعي الكبيرة التي انتصر فيها كرم ورجاله على جحافل العثمانيين، ومعركة سبعل، وسواها.
في أيّامه الأخيرة، أنشأ كرم جمعيّة دينيّة حملت اسم القديس يوسف في دير مار يوسف-عبرا (بين زغرتا وإهدن). سعت هذه الجمعيّة إلى نشر تعاليم الله والكنيسة ومساعدة الفقراء والمحتاجين والعناية بالمرضى.
في العام 1867، غادر كرم لبنان إلى المهجر، بعدما رفض القبول بالاتفاق الذي تمّ بين ممثّلي الدولة العثمانية والدول الأجنبيّة حول تأسيس المتصرّفيّة في جبل لبنان.
توفّي كرم في مدينة نابولي الإيطاليّة في 7 أبريل/نيسان 1889.
تجدر الإشارة إلى أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سمح بمباشرة التحضير لدعوى تقديس يوسف بك كرم في 13 يوليو/تمّوز 2018.
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته