بيروت, الاثنين 12 يونيو، 2023
في بلدة أنفة اللبنانيّة، تربّعت كنيسة سيّدة الريح، أقدم الكنائس المكرّسة لمريم العذراء في الشرق. ما قصّتها؟ ماذا تخفي في زواياها من أسرار؟ ما رموز أيقونة والدة الإله سيّدة الريح؟
بُنِيَت كنيسة سيّدة الريح في الحقبة البيزنطيّة على الشاطئ الشمالي لأنفة عند رأس قلعة هذه البلدة الواقعة في قضاء الكورة.
قيل إن المؤرخ العربي شمس الدين الأنصاري الدمشقي قصدها بقوله: «بها (في أنفة) بيت يزعمون أنه أوّل بيت وُضِعَ باسم مريم في الشام».
شُيِّدَت كنيسة سيّدة الريح على أنقاض كنيسة بيزنطيّة، وزيّنت أرضها فسيفساء اكتُشِفَت قطعٌ منها داخلها وخارجها.
أمّا سبب تسمية الكنيسة بـ«سيّدة الريح»، فعزاه البعض إلى أن البحّارة والصيّادين بنوها لأنهم آمنوا بأنها ستقيهم من أخطار البحر.
تعرّضت الكنيسة للتخريب عبر التاريخ، لكن الجداريّات التي احتوت عليها حملت في طيّاتها تراثًا كنسيًّا مهمًّا، منها جداريّة تمثّل يسوع المسيح، وأخرى تمثّل مريم العذراء وهي تهدّئ العاصفة، وجداريّة تمثّل الرسل الاثني عشر، وجداريّتان تمثّلان القديسَيْن جاورجيوس وديمتريوس.
خضعت كنيسة سيّدة الريح للترميم منذ العام 2011، بالتعاون بين جامعتي البلمند وفارزوفي البولونيّة.
أيقونة والدة الإله سيّدة الريح
تُظهِر أيقونة والدة الإله سيّدة الريح يسوع يبارك بيديه، استجابةً لشفاعة أمّه مريم العذراء، البحّارة الذين يجاهدون في مراكب الصيد، وسط الأمواج العاتية، للوصول إلى شاطئ بلدة أنفة حيث تقع كنيسة سيّدة الريح.
تقف مريم إلى جانب الكنيسة المكرّسة لها، وترفع يدها اليسرى، متضرّعة إلى ابنها الإله كي يحفظ أبناءها البشر، بينما تردّ عنهم بيدها اليمنى العاصفة.
تتألف الأمواج من مزيج خاصّ من الألوان (السماويّة والبحريّة)، يحاكي أسلوب الأيقونات الجداريّة في كنيسة سيّدة الريح التي تعكس بيئة الموقع البحري، منها صور الأسماك (لها دلالات كثيرة في التراث الكنسي).
تؤكد هذه الأيقونة أهمّية شفاعة مريم العذراء، منقذة البشر من الريح والعاصفة والأمواج في بحر الحياة.
لا تزال كنيسة سيّدة الريح شاهدة على حبّ أهالي أنفة لمريم العذراء واعتبارهم إيّاها الأمّ المحامية عن بحّارتها وصيّاديها إلى الأبد.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته