الاثنين 25 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

بمَ تتميّز المدرسة الحلبيّة للأيقونة؟

أيقونة الصعود للشماس حنانيا المصوّر من القرن الثامن عشر (إلى اليمين)، وأيقونة المديح للخوري يوسف المصوّر من القرن عينه-كنيسة رقاد السيّدة للروم الأرثوذكس في حلب (إلى اليسار)/ Provided by: Rand Abou Ackl

في أواسط القرن السابع عشر، ازدهر فنّ الأيقونة في مدينة حلب بالتزامن مع النهضة الدينيّة والثقافيّة والاقتصاديّة للكنيسة الأنطاكيّة. عرف هذا النمط ميزات خاصّة، وهو لا يزال يُذكر في تاريخ الفنّ الكنسي الشرق أوسطي حتى اليوم. للوقوف عند نشأة هذه المدرسة الفنّية وأعمالها، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع رند أبو عقل، الحاصل على شهادة دكتوراه في الآثار الشرقيّة من جامعة سابيينزا في روما وماجستير في الآثار الكلاسيكيّة والإسلاميّة من جامعة دمشق.

شرح أبو عقل أن الأيقونة الحلبيّة تأثّرت بالمدرسة الكريتيّة والبيئة الحاضنة لها إذ أتى آنذاك الراهب اليوناني ملاتيوس الصاقزي إلى حلب، ونقل عنه بعض كتّاب الأيقونات في المدينة. فشرع المسيحيّون يزيّنون كنائسهم ومنازلهم بأيقونات لكتّاب يونانيين مقيمين في سوريا.

د. رند أبو عقل. Provided by: Rand Abou Ackl

وقال أبو عقل إن مؤسس المدرسة الحلبيّة للأيقونة هو «الخوري يوسف ابن الحاج أنطونيوس بن رعد المعروف بـ"المصوّر" أو "الحلبي". وُلِدَ في حلب بأواخر القرن السادس عشر، وتتلمذ على يد أسقفها ملاتيوس كرمة، وكان مؤلفًا ومترجمًا وخطاطًا».

وفسّر أبو عقل أن أسلوب المصوّر عكس «الأمانة للتقليد البيزنطي، لكنّه سعى إلى تجديد التراث الشرقي والخط العربي في الأيقونة» إذ زيّن الكاتدرائيّة المريميّة في دمشق بالأيقونات بمعاونة الصاقزي، عند اعتلاء المطران كرمة السدّة البطريركيّة، على سبيل المثال.

أيقونة القديس ميخائيل رئيس الملائكة للخوري يوسف المصوّر، تعود إلى القرن السابع عشر-مطرانيّة الروم الكاثوليك في حلب. Provided by: Rand Abou Ackl

وأضاف أبو عقل أن المصوّر هو أوّل من وقّع أيقوناته باللغة العربيّة، بخطٍّ جميل ضمن مستطيل مزخرف. ثمّ بدأ معظم كتّاب الأيقونات توقيع أيقوناتهم على طريقته. أمّا الذين سبقوه، فقد امتنعوا عن ذلك إذ اعتبروا أنفسهم غير جديرين بإمضاء أسمائهم على الأيقونات أو لأنّها كانت أعمالًا مشتركة لأكثر من واحد منهم.

ولفت أبو عقل إلى أن أعمال نعمة الله المصوّر وابنه حنانيا وحفيده جرجس «امتازت بملامحها العربيّة. فوجوه الشخصيّات كانت ذات نفحة شرقيّة، والأعين لوزيّة كبيرة وأهدابها واضحة. أمّا الحواجب، فكانت مقوّسة والأنوف مستقيمة».

أيقونة الحبل بلا دنس للشماس جرجس بن حنانيا المصوّر، تعود إلى القرن الثامن عشر-كنيسة رقاد السيّدة للروم الأرثوذكس في حلب. Provided by: Rand Abou Ackl

وفي الختام، أشار أبو عقل عبر «آسي مينا» إلى أن المدرسة الحلبيّة استمرّت بالتطوّر على يد حنانيا الذي لقّن ابنه جرجس هذا الفنّ، لكن تأثّر هذا الأخير بالغرب أوهن هويّتها إلى أن تلاشت مع وفاته في أواخر القرن الثامن عشر.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته