ميسوري, الأربعاء 31 مايو، 2023
تقاطر مئات الحجّاج إلى دير الراهبات البندكتيّات في ريف ميسوري بالولايات المتحدة الأميركيّة في خلال الأسبوعين الأخيرين، بعد انتشار نبأ الكشف على جثمان راهبة ذات أصول أفريقيّة. وتبيّن أن الفساد لم ينل منه على الرغم من مرور أربع سنوات على وفاتها ودفنها في تابوت خشبي بسيط عن عمر 95 عامًا في 29 مايو/أيّار 2019 الموافق عيد الصعود.
إنّها الأخت ويلهيلمينا لانكستر، مؤسِّسة «أخوات مريم سلطانة الرسل البندكتيّات»، الشهيرات بتراتيلهن التي تتصدّر لوائح الأغاني الأكثر رواجًا.
وبحسب تقليد عريق يشمل مؤسِّسي الرهبانيّات ومؤسِّساتها، قرّرت الراهبات هذا العام، بمناسبة عيد الصعود، نقل جثمانها إلى موقع دائم داخل كنيسة الدير. وتفاجأت المكرّسات عند الكشف على الجثمان بأنّ جسد لانكستر لا يزال سليمًا، على الرغم من أنّه غير محنّط، عوضًا عن كونه مجرّد عظام كما كنّ يتوقعن.
في هذا الصدد، شرحت الراهبة البندكتيّة الأمّ سيسيليا، الرئيسة الحاليّة للرهبنة، في حديث خاصّ إلى مجموعة «آسي» التابعة لـ«إي. دبليو. تي. إن.» أن الراهبات يعتقدن أن لانكستر هي الأميركيّة الأولى من أصل أفريقي التي عُثر على جسدها غير متحلّل. وأكدت الرئيسة أنّها تفحّصت التابوت بعناية، ووجدت الجسم مغطّى بطبقة من العفن بسبب ارتفاع الرطوبة، لكن معظم جسدها سليم وثوبها الرهباني أيضًا.
وصرّحت: «الربّ يقوم بذلك، فنحن الآن بحاجة إلى الرجاء. إنّنا بأمسّ الحاجة إليه. هذه شهادة للرجاء والإيمان والثقة، إنها إشارة رائعة!».
وبحسب تقرير الأخوات: «لم يكن جسدها وحده سليمًا، بل إكليل وباقة الورود وُجِدا متيَبّسَيْن في مكانهما. كما أن شمعتها وصليبها ومسبحتها كانت كلّها سليمة». وفي الوقت الحاضر، أعدّت الأخوات قناعًا من الشمع لتغطية وجهها ويديها، بعدما نظّفن جسدها بالماء الدافئ.
علامة رائعة!
في حديثها مع مجموعة «آسي»، اعتبرت رئيسة الدير عدم اهتراء الثوب الرهباني، مقابل تلف بطانة التابوت المصنوعة من مادة مماثلة، جزءًا من المعجزة. وعدّته «رمزًا جميلًا إلى أن هذه الحياة ليست كل شيء»، فضلًا عن كونه «علامة على الأشياء الماورائيّة والمتعلّقة بالآخرة: السماء والجحيم والمطهر». كما اعتبرت أن الله قد «حافظ على جسد الأخت ويلهيلمينا وثوبها الرهباني ليُلهب إيماننا، ويذكّي شعلته من جديد، ويُعيد الناس إلى الإيمان».
ماذا بعد؟
بقي جثمان الأخت ويلهيلمينا مسجّى في كابيلا الدير حتى يوم 29 مايو/أيّار الحالي، ونقلته الأخوات بزيّاح تُليَت فيه المسبحة والتراتيل. ووُضع في تابوت زجاجي «بالقرب من مذبح القديس يوسف في الكنيسة» لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصلّين والزائرين الذين أبدى عددٌ كبير منهم إعجابهم واندهاشهم بما شاهدوه، مؤكدين أنها من علامات القداسة.
قدّيسون لم ينل الفساد من أجسادهم
تحتفظ الكنيسة الكاثوليكيّة بتقليد عريق فيما يُطلق عليهم «القديسون الذين لم ينل الفساد من أجسادهم»، وقد أُعلن تطويب أو قداسة أكثر من مئة منهم. ووفقًا للتقليد الكاثوليكي، يشهد هؤلاء القديسون لقيامة الجسد والحياة الجديدة. كما يُعدّ عدم التحلّل علامةً على القداسة ودليلًا على حياة النعمة التي عاشها القديس مع المسيح حتى إن فساد الخطيئة لم ينل من جسده بل أُوقِفَ ذلك بأعجوبة.
كن مؤمنًا!
وبينما لم تحدّد الكنيسة بعد إذا كانت حالة لانكستر معجزة، لا يزال مئات المؤمنين يتوافدون لزيارة الجثمان والتبرّك وتلاوة الصلوات.
وخلصت الأخت سيسيليا إلى القول: «كن مؤمنًا، فالحياة لا تنتهي بل تبدأ عندما نلفظ أنفاسنا الأخيرة. ومعجزةٌ مماثلة تذكّرنا بذلك».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته