سوريا: دورة تدريبيّة لكهنة من كل الطوائف حول إدارة الأزمات والقيادة الرعويّة

حمص, الثلاثاء 23 مايو، 2023

بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت شمال سوريا مخلّفةً دمارًا ماديًّا ونفسيًّا، ظهرت الحاجة إلى إعداد الكهنة والعاملين ضمن المؤسسات الكنسيّة للتعامل مع نتائج هذه الكوارث. لذلك، نظّم مركز «توق للتدريب والتأهيل المسيحي» دورة خاصّة لرجال الدين برعاية كنيسة اللاتين بحلب في فندق الوادي ببلدة المشتاية-حمص، حملت عنوان «القيادة الرعويّة وإدارة الأزمات». وقد تحدّثت «آسي مينا» مع مشاركين في الدورة وسألتهم عن انطباعاتهم.

تمحورت مواضيع الدورة حول نقاط مهمّة: مفهوم القيادة الرعويّة، وفهم أربعة أنواع من الذكاء وتوظيفها في القيادة التغييريّة، وتحليل الأزمات وفق البعد القيادي المسيحي، وطرق تعامل الكهنة مع الأزمات.

في هذا السياق، قال مدير أكاديميّة القيادة والإدارة ريمون الخوري عبر «آسي مينا» إن هذه الدورة هي الأولى من نوعها إذ تتميّز باجتماع ثلاثين كاهنًا سوريًّا من كل الطوائف المسيحيّة لتبادل الخبرات الرعويّة. وشرح: «تعرّف الكهنة على أربعة أنواع من الذكاء: المهني والروحي والاستراتيجي والعاطفي، وعلى مفاهيم جديدة للقيادة المسيحيّة». وشكر المنظمة التي استطاعت جمع الكهنة في لقاء أخوي مميّز.

من جهته، أشار وكيل مطرانيّة السريان الكاثوليك في حماه وممثّل سوريا لدى الهيئة الكاثوليكيّة للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط المونسنيور إسكندر الترك إلى حاجة الكنيسة لإيجاد منظومة إداريّة وروحيّة وكنسيّة جديدة للخروج من نتائج الأزمات التي عصفت بالبلاد. وأضاف: «سلّط هذا اللقاء الضوء على الفروقات بين القائد والمدير، وعلى طرق مواجهة الأزمات التي عصفت بكنائسنا في خلال الحرب العبثيّة أو الكوارث التي لحقتها كالزلزال، وأساليب تخفيف آثارها». وتابع الترك: «إن "تعميد" -أي مسحنة- العلوم الإنسانيّة والتنمويّة البشريّة ضمن الدورة منحنا فسحةً من الرجاء وطرقًا عدّة لتمجيد الله».

إلى ذلك، عبّر كاهن رعيّة السيّدة للموارنة في الكفرون الأب غاندي مهنا عن سعادته بالمشاركة في تلك الدورة، مُثنيًا على «محتواها الشيّق الذي تضمّن اكتشاف الذات والمهارات القياديّة لدى الجميع، وتوظيفها في خدمة رعايانا لنصل إلى ملء قامة المسيح فينا».

كما دعا خوري رعيّة الروم الأرثوذكس في المزينة بطرس حزوري جميع الكهنة إلى المشاركة في دورات مماثلة. وأردف: «لقد منحنا هذا اللقاء فرصة تعلّم أساليب فعّالة واكتسابها للعمل بها ضمن كنائسنا مع رعايانا لمجد ربّنا».