البابا فرنسيس يلتقي زيلينسكي للمرّة الأولى منذ بداية الحرب الأوكرانيّة

روما, السبت 13 مايو، 2023

التقى البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرّة الأولى منذ بداية الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة. وأكد الأب الأقدس لزيلينسكي صلاته الدائمة للشعب المتألّم.

فور وصوله، سلّم زيلينسكي على الأب الأقدس، واضعًا يده على صدره، وقائلًا: «هذا شرف عظيم». شكر فرنسيس الرئيس الأوكراني على زيارته في بداية اللقاء الذي دام حوالى 40 دقيقة بمكتب جانبي من قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. وتمحور الحديث بين الرجلين حول الوضعين الإنساني والسياسي في أوكرانيا. ووافق الطرفان على ضرورة متابعة الجهود الإنسانيّة لمساعدة الشعب الأوكراني. وسلّط البابا الضوء على الضرورة الملحّة لـ«لفتات إنسانيّة» تجاه الضعفاء وضحايا الحروب الأبرياء.

وأهدى الأب الأقدس زيليزنسكي عملًا فنّيًا برونزيًّا عبارة عن غصن زيتون، إضافة إلى رسالته من أجل اليوم العالمي للسلام لهذا العام ووثيقة الأخوّة الإنسانيّة وكتابين آخرين.

من ناحيته، قدّم زيلينسكي للحبر الأعظم أيقونة العذراء مريم مرسومة على سترة واقية من الرصاص وعملًا فنّيًا تحت عنوان «الخسارة»، يستعيد مقتل الأطفال في خلال النزاع.

يُذكر أن البابا فرنسيس ينادي منذ بداية الحرب من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام. وهو كرّس أوكرانيا وروسيا لقلب مريم الطاهر في 25 مارس/آذار 2022. وعبّر في السنة الماضية عن استعداده لزيارة كييف وموسكو إن كان ذلك يدفع باتّجاه السلام. ووجّه نداءات لعدم استخدام القمح سلاحًا في هذه الحرب. وفي 8 ديسمبر/كانون الأوّل الفائت، تأثّر دامعًا في خلال دعائه للعذراء مريم بعيد الحبل بلا دنس في ساحة إسبانيا بالعاصمة الإيطاليّة روما، عند وصوله إلى الجزء المتعلّق بأوكرانيا، قاطعًا صلاته.

وأعلن الحبر الأعظم، في خلال مؤتمر صحافي عقده منذ حوالى أسبوعين في رحلة عودته من المجر إلى إيطاليا، أنّه مستعد لفعل كل ما يلزم من أجل السلام. وتكلّم عن قيام الفاتيكان بمبادرة قريبة غير علنيّة لتحقيق هذا الهدف.

يُذكر أن زيلينسكي التقى البابا فرنسيس في العام 2020 بحاضرة الفاتيكان. لكن زيارة الرئيس الأوكراني اليوم هي الأولى لإيطاليا منذ بداية المعارك في فبراير/شباط 2022. وقد التقى أيضًا في روما رئيس البلاد سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الحكومة جورجيا ميلوني. وتحصل هذه الزيارة وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة في العاصمة الإيطاليّة إذ انتشر آلاف عناصر الشرطة في الشوارع، واستُنفرت وحدة مكافحة الإرهاب الأمنيّة. كما حلّقت طائرات الهليكوبتر فوق المدينة بعد الظهر، وفتّش عناصر الأمن ممرّ المشاة طول نهر التيبر، ومُنعت الطائرات المسيّرة من الارتفاع فوق الأحياء.