البابا فرنسيس يندّد بالثقافة المعادية للعائلات ويدعو إلى ربيع ديموغرافي

روما, الجمعة 12 مايو، 2023

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم من روما، في المؤتمر الثالث حول الأوضاع العامة للولادات في إيطاليا، أن من الظالم والمذلّ للمجتمع أن تتمكّن العائلات الغنيّة فقط من اختيار أسلوب حياتها بسبب ما تمتلكه من قدرات ماليّة. وندّد بالثقافة الحاليّة المعادية للعائلة.

لفت الأب الأقدس إلى أن الإنجاب في عالم اليوم يُنظر إليه كعمل مضنٍ مرمي على كاهل العائلات، ما يؤثّر على عقليّة الأجيال الناشئة. وقال إن الأجيال الشابّة تشعر بالهشاشة بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات والمعاشات المتدنّية، فيبدو الغد لها جبلًا يستحيل تسلّقه.

وتطرّق الحبر الأعظم إلى المسائل العمليّة مثل السوق الحرّة التي تحتاج إلى تصحيحات ضروريّة، وإلا تصبح همجيّة وينجم عنها عدم مساواة في المجتمع. ورأى أن النساء يدفعن ثمن التعقيدات المرتبطة بالإنجاب، وأنهن «إماء قوانين العمل الانتقائيّة التي تمنع الأمومة». وشدّد البابا على ضرورة العمل على سياسات بعيدة المدى تفتح الطريق أمام ربيع ديموغرافي جديد. وطلب معالجة مشكلة عدم الإنجاب بالابتعاد عن الإيديولوجيّات.

ورأى فرنسيس وجوب الرهان على العائلة. وأشار إلى أن الإنجاب والضيافة يُظهران كمّية السعادة في المجتمع. ووصف تحدّي الإنجاب بقضيّة رجاء، مشدّدًا على أنها فضيلة وليست مجرّد تفاؤل. وذكّر الأب الأقدس بأنّ الله يفتح دروبًا جديدة في الصحاري القاحلة.

وفي ختام كلمته، حضّ الحبر الأعظم المشاركين في المؤتمر على إيجاد حلول تحاكي الزمن المعاصر. وقال إن الأطفال ليسوا بضائعَ فرديّة بل أشخاص يساهمون في نموّ الجميع ويقدّمون الغنى الإنساني. وطلب من الحاضرين الشعور بدعوتهم إلى تجديد الرجاء وإطلاق البرامج التي تعطي دفعًا لإيطاليا وأوروبا والعالم والتي تُنجب أطفالًا كثيرين.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الثالث للأوضاع العامة للولادات يسعى إلى تسليط الضوء على انخفاض معدّلات الإنجاب في إيطاليا وإيجاد الحلول المناسبة. وقد شاركت فيه صباح اليوم رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني أيضًا. ويُذكر أن عدد الولادات في الدولة الإيطاليّة انخفض من حوالى 576 ألفًا في العام 2008 إلى نحو 392 ألفًا العام الفائت.