أربيل, الأربعاء 10 مايو، 2023
بموقعه المتميّز المطلّ على أطلال تلّ قصرا الأثري مقابل كنيسة مار كوركيس الأقدم في عنكاوا بأربيل، شمالي العراق، يبرز متحف التراث السرياني صرحًا حضاريًّا فريدًا ومؤسّسة توثيقيّة تسعى إلى الحفاظ على الإرث السرياني المسيحي وصيانته وعرضه وتعريف الأجيال الجديدة بكل ما يحفل به من أصالة وجمال وإبداع في سعيها إلى تشجيعه على التمسّك بأرض الآباء والأجداد.
في هذا السياق، احتفل متحف التراث السرياني بإطلاق موقعه الإلكتروني الجديد واستكمال المرحلة الأولى من عمليّات التطوير التي شهدها ضمن مشروع «الحفاظ على التراث الثقافي للأقلّيات في العراق»، بالتعاون مع الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID وائتلاف الآثار.
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، تناول مدير التراث والمتحف السرياني برنارد يوسف إنجاز هذه المرحلة، قائلًا: «إننا نحتفل اليوم بإطلاق الموقع الرسمي لمتحف التراث السرياني الذي جرى العمل عليه ضمن المشروع المذكور بغرض الاستغلال الأمثل لتقنيّات الرقمنة وتوظيفها لتوثيق التراث الثقافي والفنّي، المادي وغير المادي، لأبناء شعبنا».
وأكد يوسف تميّز متحف التراث السرياني إذ يُعتبر «فريدًا من نوعه نظرًا لكونه الأوّل في العراق المتخصّص في التراث الثقافي والفنّي والشعبي للمسيحيين السريان، بأشكاله كافة، فضلًا عمّا يقدّمه من خدمات في حفظ كل الأمور المتّصلة بهذا التراث وصيانتها وعرضها».
أسرار الجداريّات المشرقيّة
أوضح يوسف أن المشروع تضمّن أيضًا إقامة جداريّة تاريخيّة تُصوِّر المراحل الحضاريّة المتعاقبة لبلاد ما بين النهرين، بدءًا بالسومريين والبابليين مرورًا بالكلدان والآشوريين والآراميين. وأضاف: «في جزء خاصّ، تتحدّث الجداريّة عن انتشار المسيحيّة في بلاد ما بين النهرين وانطلاقتها من الرها ونصيبين لتصل إلى حدياب (أربيل حاليًّا) وسائر بلاد المشرق».
وتابع يوسف أن «الجداريّة تحتفي بنوعٍ خاصّ بمار توما الرسول الذي يعتبره التقليد الكنسي المشرقي أوّل من بشّر بلادنا. كما تخصّص مكانًا بارزًا لمار أدّي ومار ماري وعدد من أبرز معلّمي كنيسة المشرق مثل مار نرساي ومار يعقوب السروجي وسواهم».
وبيّن أن خدمات العلماء والأطبّاء والفلاسفة المسيحيين السريان في خلال حقبات الدولة الإسلاميّة، منذ انتشار الإسلام مرورًا بالأمويّة ثمّ العباسيّة وصولًا إلى العثمانيّة، لها مكانها في الجداريّة.
المنصّة الإلكترونيّة تواكب العصر
عن الاضطهادات والمجازر التي تعرّض لها المسيحيّون عبر التاريخ، أشار يوسف إلى أن «الجداريّة توثّق الاضطهاد الأربعيني في زمن جاثليق كنيسة المشرق مار شمعون برصبّاعي (329-341). كما توثّق أيضًا بالصور والمعلومات الإبادة الجماعيّة ضد المسيحيين الذين عاشوا في الأراضي العثمانيّة للفترة الممتدّة ما بين 1904 و1922، والمعروفة بمذابح سيفو التي راح ضحيّتها مئات الآلاف من المسيحيين الأبرياء من مختلف الانتماءات».
وخلص يوسف إلى إن إطلاق الموقع الإلكتروني «سيضع كل ما يتوفّر في متحفنا من معلومات ووثائق ومعروضات في متناول جميع أبناء هذا الشعب، ولا سيّما المغتربين حول العالم. كما سيوفّر فرصة للباحثين والدارسين والراغبين بمزيد من المعرفة والاطّلاع لزيارة هذه المنصّة الإلكترونيّة التي تواكب متطلّبات العصر وتحاكي تقنيّاته».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته