السبت 21 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

قصّة اللقاء التاريخي بين بولس السادس وشنودة الثالث بعد مرور خمسين عامًا

بولس السادس وشنودة الثالث ببازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة في 6 مايو/أيّار 1973/ Provided by: Vatican Media

تصادف هذا الأسبوع ذكرى مرور خمسين عامًا على زيارة بابا الإسكندريّة للأقباط الأرثوذكس شنودة الثالث الفاتيكان ولقائه البابا بولس السادس وتوقيعهما إعلانًا مشتركًا في 10 مايو/أيّار 1973. لذا، يزور بابا الأقباط الحالي تواضروس الثاني الفاتيكان غدًا للمشاركة في المقابلة العامة الأسبوعيّة مع البابا فرنسيس. فما المقدّمات التي مهّدت للقاء 1973؟ وما كانت أبرز نتائجه؟

بعد مجمع خلقيدونية في العام 451، انقطعت الشركة بين الكنيسة الكاثوليكيّة ونظيرتها القبطيّة الأرثوذكسيّة. وشهدت الكنيستان قرونًا طويلة من القطيعة الكنسيّة قبل أن يأتي المنتصف الثاني من القرن العشرين حاملًا معه مبادرات مختلفة للانفتاح وعودة التواصل.

المبادرة الأولى جاءت مع رسامة البابا القبطي كيرلس السادس في العام 1959، والتي صادف وقوعها في يوم 10 مايو/أيّار أيضًا. وُجِّهت يومها الدعوة إلى الفاتيكان وحضر الرسامة بعض الكرادلة.

أما المبادرة الثانية، فأتت عندما دُعي البابا بولس السادس لحضور حفل افتتاح كاتدرائيّة القديس مرقس وتكريسها في العباسيّة بالقاهرة سنة 1968. وعلى الرغم من اعتذار الحبر الأعظم الروماني عن المجيء، فقد حقق طلب كيرلس السادس، معيدًا جزءًا من ذخائر القديس مرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصريّة بحسب التقليد، كي تكرَّم في الكاتدرائيّة.

بعدها، جاءت المبادرة الثالثة المتمثّلة بلقاء بولس السادس شنودة الثالث في العام 1973، في ذكرى مرور 16 قرنًا على نياحة البابا المصري القديس أثناسيوس الرسولي، والذي كان قد قابل البابا يوليوس الأول في روما سنة 341.

البابا بولس السادس يلتقي البابا شنودة الثالث في العام 1973. Provided by: Vatican Media

اعتُبرت زيارة شنودة الثالث تاريخيّة لأنها أنهت 15 قرنًا من القطيعة بين الكنيستين. واتُّفق فيها، بصورة مبدئيّة، على صيغة لاهوتيّة مشتركة حول طبيعة يسوع المسيح، أُقرّت نهائيًّا سنة 1988. وهي القضيّة الخلافيّة الوحيدة التي بقيت عالقة بين الجانبين بعد انتهاء القطيعة السياسيّة بينهما.

في الزيارة التي استمرّت أسبوعا كاملًا، بين 4 و10 مايو/أيّار 1973، اجتمع الحبران لمدة 50 دقيقة، تحدّثا فيها عن مشاكل الشرق الأوسط وقضيّة القدس بوجه خاص. ثمّ عُقدت جلسة مباحثات موسّعة، أعرب فيها بولس السادس عن أمله في أن يكون اللقاء نقطة انطلاق لعمل مثمر من أجل وحدة الكنيسة. كما أُقيمت صلاة مسكونيّة في كاتدرائيّة القديس بطرس بالفاتيكان. وفي ختام تلك الزيارة، صدر بيان مشترك، واتُّفق على تشكيل لجان للحوار، كما تسلّم شنودة الثالث جزءًا من رفات القديس أثناسيوس.

تجدر الإشارة إلى أن كلًّا من الكنيسة الكاثوليكيّة والقبطيّة الأرثوذكسية أعلنتا العاشر من مايو/أيّار يومًا للصداقة والمحبّة الأخويّة بين الكنيستين.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته