البابا فرنسيس يدعو إلى صلاة المسبحة الورديّة من أجل السلام

روما, الأحد 7 مايو، 2023

دعا البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها بعد تلاوة صلاة «افرحي يا ملكة السماء» ظهر اليوم مع 20 ألف شخص احتشدوا في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، إلى صلاة المسبحة الورديّة في شهر مايو/أيّار على نيّة السلام، بالأخصّ في أوكرانيا. وتمنّى أن يستجيب مسؤولو الأمم لرغبة الناس بتحقيق السلام.

ذكّر الأب الأقدس بأنّ الدعاء التقليدي إلى العذراء مريم يُرفع غدًا في مزار سيّدة الورديّة ببومباي جنوبي إيطاليا. وقال إن الطوباوي بارتولو لونغو أراد تخصيص ذلك المزار إلى السلام.

واستذكر فرنسيس في كلمته تطويب الأسقف ياشنتو فيرا البارحة في الباراغواي والشابّة ماريا ديلا كونسيبسيون في مدينة غرانادا الإسبانيّة. وكان فيرا قد عاش في القرن التاسع عشر شاهدًا للإنجيل بروح رسوليّة ومشجّعًا على المصالحة الاجتماعيّة في جوّ الحرب الأهليّة الذي ساد في البلاد. بينما عُرفت ديلا كونسيبسيون بقوّتها الروحيّة الكبيرة بعدما تحمّلت الألم إثر مرض جعلها طريحة الفراش، فتوفّيت عن عمر 22 عامًا.

وكان الأب الأقدس قد تأمّل، قبل الصلاة، في إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني المأخوذ من خطاب المسيح الأخير في العشاء السرّي بحسب يوحنا. ولفت إلى أن يسوع يستخدم صورة المنزل المألوفة لدى الرسل ليقول إنّه ذاهب ليُعدّ لهم مكانًا. وهو ما يفعله المسيح معنا اليوم أيضًا، بحسب فرنسيس.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن بيت الآب يضمّ مكانًا للسامعين، وأن الربّ سيُرحّب بحرارة بالآتين إليه. واعتبر أن هذه الكلمات تحمل نبع تعزية ورجاءً للبشر. وأردف: «لنتذكّر إلى أين تتّجه حياتنا عندما نختبر التعب والضلال وحتى الفشل»، لافتًا إلى أن موطننا هو السماء والهدف الكبير والجميل.

وانطلاقًا من قول يسوع إنّه الطريق والحقّ والحياة، شرح فرنسيس أن الإيمان بالمسيح ليس مجموعة من الأفكار يجب الإيمان بها بل درب نسير عليها. وأوضح أن اتّباع المسيح يتمّ في عيش الرحمة والتضامن.

وطلب الأب الأقدس من المشاركين النظر إلى السماء وهدف الحياة الأخير وتذكُّر دعوتنا إلى الأبديّة ولقاء الله. وختم التأمّل قائلًا: «لنجدّد اليوم اختيارنا ليسوع وخيار حبّه والسير وراءه. ولتعزّز رجاءنا العذراء مريم التي وصلت إلى الهدف».