البابا فرنسيس من بودابست: يسوع يسمع صرخة الفقراء ويعانق المتروكين بحنان

بودابست, السبت 29 أبريل، 2023

ذكّر البابا فرنسيس صباح اليوم من كنيسة القديسة أليصابات المجريّة في بودابست، بأنّ يسوع يسمع صرخة الفقراء ويعانق المتروكين بحنان ويُلهم الإخوة والأخوات كي يسيروا وراءه. وأضاف: «نحن بحاجة إلى كنيسة تنقل البشرى بطلاقة إلى الفقراء». واعتبر أن المحتاجين يضعون أمام المؤمنين تحدّيًا يدفعهم إلى تحرير إيمانهم من العبادة المنفصلة عن الحياة الواقعيّة. فالإيمان الحقيقي هو الذي يدفع الإنسان إلى عيش المحبّة، على حدّ تعبيره. 

وكان حوالى 600 فقير ونازح من كل البلاد قد احتشدوا داخل الكنيسة، بينما تجمهر ألف شخص خارجها. ومن الحاضرين في اللقاء مشرّدون ومصابون بإعاقات جسديّة أو عقليّة وأشخاص يعانون من الإدمان على الكحول وغيرهم، تهتمّ كاريتاس المجر ومؤسسات كاثوليكيّة أخرى برعايتهم. ويأتي هؤلاء الأشخاص من بلدان عدّة هي: أوكرانيا وباكستان وأفغانستان والعراق وإيران ونيجيريا وجنوب السودان وغيرها.

شرح فرنسيس في كلمته أن القديسة الأميرة أليصابات المجريّة نشأت في بلاط ملكي ضمن بيئة غنيّة لكن المسيح غيّر حياتها، فرفضت ثروات هذا العالم الباطل. لذلك، بذلت حياتها وأموالها في خدمة المتروكين والبرص والمرضى. وقال الأب الأقدس إن هذه القديسة تكلّمت لغة المحبّة.

وعبّر الحبر الأعظم عن امتنانه للكنيسة المجريّة لأنها تساعد المحتاجين. وأردف أن المحبّة التي يغدقها علينا يسوع ويأمرنا بعيشها تساهم في اجتثاث شرور اللامبالاة والأنانيّة من المجتمع وتعيد إشعال الرجاء.

وأعلن أنّه لا يكفي للكنيسة أن تسدّ الجوع الجسدي، بل يجب أن تغذّي قلب الإنسان أيضًا. فالمحبّة ليست مجرّد مساعدة مادّية واجتماعيّة إذ تهتم بالإنسان وتساعده على استعادة كرامته. وشجّع البابا الحاضرين على نقل الفرح مثلما فعلت القديسة أليصابات.

وكان رئيس كاريتاس البلاد المطران أنتال سبانيي قد رحّب بالأب الأقدس في بداية اللقاء، مُعدِّدًا النشاطات المختلفة التي تقوم بها كاريتاس مثل مساعدة المسنّين والمرضى والمدمنين والمشرّدين وغيرها.

كما قدّم أربعة أشخاص شهادة حياتهم أمام البابا: والدة عانت كثيرًا بسبب زوجها المدمن على الكحول لكنها وجدت المساعدة الملائمة لها في كنيسة الروم الكاثوليك المحلّية، وعائلة أوكرانيّة نازحة بسبب الحرب، وشمّاس يخدم المحتاجين، وامرأة أسّست مركزًا لإيواء المشرّدين.