الموصل, الاثنين 24 أبريل، 2023
لا تكاد بقعة من أرض المشرق المسيحي تخلو من دير أو كنيسة أو مزار شُيّد على اسم القديس كوركيس الشهيد، «ولسنا نغالي إذا قلنا إن الشهيد كوركيس يأتي في المرتبة الأولى في لوائح القديسين والأولياء الذين شُيّدت على اسمهم أديار وكنائس ومزارات، بعد العذراء مريم أمّ المسيح»، بحسب الأب د. يوسف حبّي في كتابه «دير مار كوركيس».
تخصّص الكنيسة الكلدانيّة آحاد الصوم الكبير للاحتفاء بالأديرة والكنائس المحيطة بمدينة الموصل، شمالي العراق، ليكون موسم دير مار كوركيس في الأحد الخامس مسبوقًا بموسم كنيسة الطاهرة ومتبوعًا بموسم دير مار ميخائيل رفيق الملائكة، فيما تحتفل الكنيسة في العالم أجمع بعيد القديس جورج المعروف محلّيًّا باسم كوركيس في الرابع والعشرين من أبريل/نيسان.
الأصول التاريخيّة لدير مار كوركيس
في حديثٍ خاصّ إلى «آسي مينا»، قال الأنبا سامر صوريشو الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة إن الأصول التاريخيّة لدير مار كوركيس في الموصل بحسب المصادر الموجودة بين أيدينا تشير إلى أنه كان في الأصل كنيسة لقرية «بعويرا-بيث عبيرا»، وترجمة اسمها من السريانيّة تعني «مكان العبور».
وقد ورد أقدم ذكرٍ له في العام 1619 في إحدى مخطوطات «دير السيّدة حافظة الزروع». وأشار صوريشو إلى أن دير مار كوركيس قد أصبح ديرًا قانونيًّا لرهبنته في العام 1863، تلبيةً لطلب البطريرك يوسف أودو.
أهمّية دير مار كوركيس
عن واقع الدير في القرن المنصرم حتى العام 2003، أفاد صوريشو بأنه كان من أهمّ المعالم الدينيّة لمدينة الموصل، يستقبل الزائرين من كل الطوائف للمشاركة في الصلوات والقداديس، فضلًا عن كثيرين من أهالي الموصل وأطرافها كانوا يقصدونه للتنزّه.
وأكد أن الدير كان أيضًا مركزًا روحيًّا وثقافيًّا تُقام فيه دورات لاهوتيّة وكتابيّة ودروس ومحاضرات تعليميّة. كما تميّز بكونه مقرًّا لمشروع مدرسة رسوليّة افتُتحت في العام 1962، واستمرّت لسنوات عدّة، تخرّج فيها تلاميذ كثيرون ليصبحوا رهبانًا وكهنة.
عودة الحياة إلى دير مار كوركيس
عن التدمير الذي لحق بالدير في فترة احتلال تنظيم داعش الإرهابي للموصل، قال صوريشو: «إن تخريبًا هائلًا قد طال الدير وكنيستيه العليا والسفلى وسائر أبنيته بنسبة قد تتجاوز السبعين في المئة، فضلًا عن تكسير صلبانه وتدنيس مقبرته». وأضاف: «بعد التحرير في العام 2017، بادرت الحكومة الأميركيّة، بإشراف جامعتي بنسلفانيا والموصل وديوان الوقف المسيحي، إلى إعادة إعمار كنيستي الدير العليا والسفلى وتأهيلهما».
وختم صوريشو حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكدًا أن رهبنته تواصل سعيها الحثيث لإعادة الحياة الروحيّة إلى هذا الدير التاريخي، وتشجّع المؤمنين على التجذّر في أرض آبائهم وأجدادهم.
في هذا السياق، يأتي احتفال الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة بالقداس الإلهي بمناسبة تذكار شفيع الدير يوم 24 أبريل/نيسان 2023. وإذ تكاد الموصل تخلو من مسيحييها الذين لم يعد منهم إلا القلائل، فقد تمّ تخصيص حافلات لنقل المؤمنين الراغبين في المشاركة بالاحتفال بعيد الدير من أماكن وجودهم، ولا سيّما من عنكاوا، حيث التجمّع الأكبر لمسيحيي العراق.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته