الاثنين 9 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

24 نيسان 1915... أوّل إبادة جماعيّة عرفها التاريخ الحديث

الأرمن في مخيّمات اللجوء في حلب بعدسة المصوّر فارتان ديرونيان بين عامي 1922 و1936/ Provided by: Jad Moussalli

تحلّ اليوم الذكرى الثامنة بعد المئة لمذابح الدولة العثمانيّة بحقّ الشعب الأرميني المسيحي، والتي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعيّة لأنها كانت حملة ممنهجة هدفت إلى إفناء الأرمن وإبعادهم عن أرضهم، سواءً باستهداف كرامتهم (كالاغتصاب والأسلمة القسريّة) أو الاستيلاء على أملاكهم ودور عبادتهم أو نفيهم أو قتلهم.

وقد أسفرت عمليّات الإبادة بحسب أقلّ التقديرات عن وقوع أكثر من مليون ضحيّة أرمينيّة، ومرّت بثلاث مراحل:

1. مرحلة حكم السلطان عبد الحميد الثاني (1894-1908)

عمل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حكمه على إبادة الأرمن بطريقة منظّمة عبر تشكيل 30 فوجًا عسكريًّا، ودُعيت هذه الأفواج بـ«الفرسان الحميديّة»، وكان معظم عناصرها من الأكراد. تمثّلت مهمّة هذه القوات في إخلاء المناطق الواقعة على الحدود التركيّة-الروسيّة من سكانها الأرمن، من خلال إنهاكهم اقتصاديًّا أو التضييق على تحرّكاتهم أو قتل عدد منهم لدفع البقيّة إلى الهرب.

في هذه المرحلة، بلغ الاضطهاد أشدّه بين عامي 1894 و1896، وأسفر عن وقوع عشرات الآلاف من الضحايا الأرمن.

الأرمن في مخيّمات اللجوء في حلب بعدسة المصوّر فارتان ديرونيان بين عامي 1922 و1936. Provided by: Jad Moussalli

2. مرحلة الحكم الاتحادي (1909-1918)

افتُتحت هذه المرحلة بمذبحة ذهب ضحيّتها آلاف الأرمن في أضنة. وفي العام التالي، اتُّخذ قرار الإبادة الكاملة سرًّا، وبدأت ميليشيا «تشكيلات مخصوصة» Teshkilat Mahsuse تنفّذه اعتبارًا من مطلع العام 1915، وتمثّلت الخطوة الأولى المهمّة في نزع سلاح المجنّدين الأرمن في الجيش العثماني وتصفيتهم.

ولعلّ إلقاء العثمانيين القبض على أعيان الأرمن ونخبتهم المثقّفة في إسطنبول بتاريخ 24 أبريل/نيسان 1915 وتصفية أكثر من 200 فرد منهم شكّلا الحدث الأوّل الذي حظي بالاهتمام الدولي واستقطب الإعلام.

بلغت عمليّات الإبادة ذروتها بين ربيع 1915 وخريف 1916، وراح ضحيّتها مئات الآلاف من الأرمن، سواء من خلال القتل المباشر أو الترحيل نحو بادية الشام ومناطق أخرى من دون نقود أو طعام. وكانت غالبيّة الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ، ونجا نحو ربع هؤلاء الأرمن من الموت على الطريق.

الأرمن في مخيّمات اللجوء في حلب بعدسة المصوّر فارتان ديرونيان بين عامي 1922 و1936. Provided by: Jad Moussalli

3. مرحلة الحكم الكمالي (1919-1923)

شملت المرحلة الثالثة مذابحَ عدّة، أهمّها بحقّ أرمن حلب وبلدتي شوشي وأزمير. كما شهدت أيضًا تلقّي اللاجئين الأرمن في كيليكيا أمرًا فرنسيًّا قضى بمغادرتهم البلاد. وعندما انسحبت فرنسا من كيليكيا بالاتفاق مع الأتراك، أدّى التهديد بوقوع مذابح جديدة إلى هجرة 160 ألف أرميني منها، فضلًا عن ترحيل الأرمن من منطقة بونتوس.

وتجدر الإشارة إلى أن معاهدة لوزان 1923 ألغت تمامًا أيّ وجود لدولة أرمينيّة في شرق الأناضول.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته