بيروت, الجمعة 21 أبريل، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة جوليا البتول في تواريخَ مختلفة، منها 21 أبريل/نيسان من كل عام. هي من أحبّت المسيح من كل قلبها وفكرها حتى الموت على الصليب.
أبصرت جوليا النور في مدينة قرطاج التونسيّة، ويعني اسمها «بهجة». ترعرعت في كنف أسرة مسيحيّة تقيّة، وكانت تُعَدُّ من أثرياء مدينتها، لكن واقعها لم يقف عائقًا في طريق تقدّمها على المستوى الروحي وعيش الفضيلة، فكانت تمنح العون والمحبّة للفقراء.
حظيت جوليا بمحبّة والديها وعنايتهما، وتعلّمت على يد أساتذة مسيحيين قديسين.
في أحد الأيّام، هجم الملك الآريوسي هونريكس على قرطاج، فدمّر بيوتها، وسرق الأموال منها، ما أوقع كثيرين من أبنائها في الأسر، منهم جوليا. بعدها، عُرِضَ جميع الأسرى للبيع في سوق الرقّ، فاشترى جوليا رجل سوري يُدعى أوسابيوس، وهو من عبدة الأوثان.
عندئذٍ، وجدت هذه البتول نفسها أسيرة وخادمة في بيت رجل وثني، بعدما كانت حرّة. لكنها كانت تخدم سيّدها بكلّ أمانة، متذكّرة قول القديس بولس الرسول عن خدمة العبيد لأسيادهم: «أيها العبيد، أطيعوا سادتكم في هذه الدنيا بخوف ورعدة وقلب صافٍ كما تطيعون المسيح» (أفسس 6: 5).
وكانت جوليا تخصّص وقتًا للصلاة وقراءة الإنجيل، ولم يجبرها سيّدها على عبادة الأوثان، بل عاملها باحترام كبير. ذاتَ يوم، سافرت معه لكي تخدمه في رحلته، وحين وصلا إلى جزيرة كورسيكا، انضمّ أوسابيوس إلى الوثنيين للمشاركة معهم في أحد الاحتفالات المُعدّة لتكريم الأوثان. أمّا جوليا، فبقيت في السفينة تصلّي وتبكي جهل هؤلاء الذين لا يعرفون الإيمان الحقّ.
لمّا عرف الحاكم في تلك الجزيرة بأمر جوليا، حاول أن يرغمها على عبادة الأوثان، لكنها رفضت معلنةً بكل شجاعة إيمانها القويم وحبّها للمسيح. عرفت حينها أشدّ أنواع العذاب، فجلدوها من دون رحمة حتى سال دمها أرضًا. كما تحمّلت عذاباتها بصبر. ثمّ صلبوها على خشبة، ففرحت كثيرًا لأنّها ستُشابه المسيح بموتها على الصليب، وبعدها نالت إكليل النصر (القرن الخامس أو السادس).
علّمنا، يا ربّ، أن نشهد لاسمك القدوس على مثال القديسة جوليا البتول، ونعلن حبّك دومًا إلى أبد الآبدين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته