بيروت, الأحد 16 أبريل، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة البارة أناسيما في تواريخَ مختلفة، منها 16 أبريل/نيسان من كل عام. هي من تخلّت عن حياة الملوك، سائرة في درب النسك والفضيلة حتى الرمق الأخير.
وُلِدَت أناسيما في مصر، وهي ابنة وحيدة لوالديها. كان أبوها ملكًا، فحكم 15 مدينة في مصر. ترعرعت على مطالعة الكتب المقدّسة، وبخاصّة الإنجيل.
لمّا أصبحت صبيّة، مات والدها. حينئذٍ، قرّر أرباب الدولة إعلانها ملكة مكانه. لكن أناسيما اختارت السير في درب مختلف عن حياة الملوك. وذات يوم، تركت منزلها بالسرّ، مرتدية ثيابًا فقيرة، ولم تحمل معها غير الكتاب المقدّس كنزها الوحيد، ملبّية نداء الربّ، زاهدة في مجد الأرض الباطل.
توغّلت أناسيما في البرّية حتى وصلت إلى غابة كثيفة، فارتاحت نفسها في ذلك المكان الذي عاشت فيه ناسكة طوال أربعين سنة. كانت تمضي وقتها في الصلاة ومناجاة الخالق، واقتصر طعامها على أعشاب البرّية وبعض ثمارها. ثمّ كرّست حياتها للتأمّل في كلمة الله، من خلال قراءة الإنجيل. وكانت الوحوش في تلك اللحظات تؤانسها وتصغي إليها.
بعدها، أوحى لها الربّ بالتوجّه إلى دير في جوار نهر النيل الذي يضمّ ثلاثمائة راهبة. حين وصلت إلى هناك، راحت تصوّر ذاتها بين الراهبات على أنّها فتاة مجنونة. كما عرفت على أيديهن الكثير من المعاناة والإهانات لوقت طويل إلا أنّها لم تتذمّر أبدًا.
في تلك الحقبة، وصل القديس الأنبا دانيال إلى ذلك الدير لزيارة الراهبات. ولمّا وقع نظره على المجنونة أناسيما، عرفها على الفور، فانحنى أمامها يطلب صلاتها. عندئذٍ، تعجّبت الراهبات من سلوكه. بعدها، أخبرهن عن حقيقتها ونسبها الملوكي.
شعرت حينها الراهبات بالخجل الشديد نتيجة تصرّفاتهن معها، ثمّ أسرعن لطلب المغفرة منها.
لمّا كُشفت هويّتها للجميع، قرّرت أناسيما الخروج من الدير خلسة، بسبب احتقارها لمجد العالم وتمسّكها بفضيلة التواضع. ويُروى أنها عادت إلى البرّية حتى رقدت بسلام (القرن الرابع أو الخامس).
علّمنا، يا ربّ، أن نحتقر المجد الأرضي على مثال القديسة أناسيما، ونتمسّك بفضيلة التواضع حتى الرمق الأخير.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته