دمشق, الاثنين 14 مارس، 2022
أجمل ما بدأت به الجلسة الافتتاحية لليوم الأوّل من مؤتمر "الكنيسة بيت للمحبة" هي كلمة البابا فرنسيس الموجّهة إلى جميع الحاضرين والتي تلاها سيادة المطران أنطوان أودو، رئيس أساقفة الكلدان في سوريا وأمين سر المؤتمر، فقال:
«نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، إنه لمن دواعي سروري أن أوجّه تحيّاتي القلبيّة إلى جميع المشاركين اليوم في مؤتمر "الكنيسة بيت المحبة السينودسية".
إن هذا المؤتمر الذي نظّمته الكنيسة في سوريا بتوجيهات الممثل البابوي وبمساعدة مجمع الكنائس الشرقية شاركت فيه أيضًا المنظّمات والجمعيّات كالهلال الأحمر وكاريتاس سورية وغيرها التي تعمل معاً ليحقّق هذا الحدث أهدافه المرجوّة.
فمن ناحيةٍ، تستمرّ الحرب لتدخل عامها الثاني عشر وتستكمل خلقها للمعاناة والجوع والموت كما لا تزال تسبب حروباً نفسيّة للسوريّين. ومن ناحيةٍ أخرى، تستمرّ المبادرات في إعطاء الرجاء والأمل لمستقبل الشعب الذي بقي وعاش الحرب لأكثر من عشر سنوات. إنّها فرصة كي نقول للمسيحيّين أنتم لستم منسيّون لأنّ الكنيسة تتابعكم باهتمامٍ خاصٍ فأنتم الأبطال الحاملين رسالة يسوع على هذه الأرض.
لقد قدّم لنا القديس بولس صورةً عن السينودسية ومثالاً عن المحبّة في الفصل الثاني عشر من رسالته إلى أهل كورنثوس حيث وصف أعضاء الجسد في حالة إصغاءٍ مستمرٍ وتكاملٍ متبادلٍ. فالجسد واحد لكنّه مكون من أعضاءٍ مختلفةٍ يساهم كلّاً منها في خير الآخرين من ناحيته وعلى طريقته وبحسب دوره الخاص. لأنّه يوجد بين أعضاء الجسد اتّصال ومشاركة ومحبّة ودعم متبادل. فقبل كلّ شيء علينا أن نعي الدور الذي دُعي كلّ واحد للقيام به. فعندما يتألّم جزءٌ من الجسد تساعده جميع الأجزاء الأخرى وتشاركه الآمه ويفعلون ما في وسعهم للتغلّب على الألم. ونحن جميعاً أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة على الرغم من أنّنا أعضاء من كنائس مختلفة، لكن لدينا الدعوة نفسها في الشهادة للربّ يسوع من خلال إعلان الإنجيل والمحبّة لنسير معاً بروح الشركة واحترام التنوّع.
فالسينودسية تعني أن تستمدّ الكنيسة ببعدها العامودي القوّة والإلهام من الثالوث الأقدس. ليصبح كلّ شخص مسيحيّ عضواً في جسد المسيح من خلال المعموديّة الواحدة، فيصبح جزءاً من العائلة الكنسيّة بنعمةٍ خاصةٍ في أن يدعو الآب "أبّا". بهذه الطريقة تصبح الجماعة المسيحيّة امتداداً أو صورةً، ولو ناقصة، للشركة الثالوثيّة المُعلَنَة للبشر في المسيح. ومن جانبٍ آخر، تعيش السينودسية في بعدها الأفقيّ علاقاتها اليوميّة من حوارٍ ونقاشٍ مُستمرَّين لتكون كنيسة واحدة وتقدّم للآخر وتستمع إليه وتكشف أنّنا كلّنا إخوة، كي نتخطّى أيّة امتيازات قد تُبعد الإنجيل عن الحياة أو تجعل الشهادة غير مثمرة. السينودسية هي كلمة مرادفة لأوقاتٍ ملموسةٍ نلتقي ونسير فيها معاً. أخيرًا السينودسية تدعو لأن نُحبّ الكنيسة حتّى نُحبّ البشرية بقلبٍ شغوفٍ ونجعلها متوافقة مع إرادة الله الذي يريدها أن تعتني بأبنائها. لا تترك المحبّة التي تعاش بشكلٍ سينُودسيّ مجالاً للمصالح أو للأنانيّة سواء من الذي يعطي أو ممن يتلقى، لأنّها تتوافق مع المسيح الذي بذل نفسه من أجل الآخرين.
في الختام، اغتنم اليوم هذه الفرصة كي أتوجّه إلى جميع ممثلي الجمعيّات والمنظّمات غير الحكومية النشطة في سورية لأقول لهم إنّ مبادرتكم هذه علامة محسوسة على محبّة الكنيسة.
أتمنى أن تكون أيّام العمل هذه فرصةً للتعمّق في طبيعة الكنيسة الإرساليّة وإعادة إطلاقها ورسم مسارات جديدة يجب اتّباعها لتنسيق الأعمال الخيريّة، مع تقديم الاعتناء الخاص بالفقراء والأكثر تهميشاً في أيام الحرب والمعاناة هذه التي يعيشها إخوتنا وأخواتنا في أوكرانيا. لننضمّ إليهم بالصلاة والمودّة راجيين أن يتمّ التوصّل قريبًا إلى سلامٍ عادلٍ وشاملٍ حتى يتسنّى لعمل الجمعيّات أن يمتدّ إلى ذلك الوطن كما يحدث اليوم في سورية الحبيبة».
أُعطي في روما في بازيليك القدّيس يوحنّا بتاريخ الخامس عشر من آذار\ مارس 2022
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته